إياد الإمارة ||
أنا لا أُجزم بذلك وليست لدي معلومات حول الموضوع المستهجن الذي حدث أثناء تشييع شاعر المقاومة المناضل العتيد (مظفر النواب) في العاصمة بغداد اليوم بوجود السيد مصطفى الكاظمي رئيس مجلس الوزراء ، لكني وبعد بعض التغريدات والمواقف العدوانية التي تابعناها من خلال صفحات مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة وهي تحاول النيل من النواب بطرق وضيعة أصبحت أشك بوجود جهات خارجية وداخلية أرادت أن يكون تشييع النواب بهذه الطريقة!
ما حدث اليوم ليس عفوياً..
النواب ليس شاعراً فحسب بقدر ما كان سفر نضال حافل وشعلة وعي وقاد ومنبراً شجاع في وقت خيم فيه الجهل والتآمر على واقعنا في العراق والمنطقة بصورة عامة.
النواب الكبير كان "علوي" الفكر وهو يتحدث عن عمق الثورة ويشخص طواويس الدين التي تسجد من ثقل الأوزار..
وكان صوفيا "يرينا الرب على أصغر برعم ورد"..
وكان نافذ البصيرة وهو يرى النفط يجيد القتال "حين تطول الحروب"..
َكان مقاوماً أممياً بكل معنى الكلمة لم تحده الحدود..
وحدد بوصلته بإتجاه فلسطين التي قرأ قضيتها كما ينبغي لا كما يريد عربان الشر شذاذ الآفاق وزغ الصحاري..
كل هذه الأسباب تدفع بالشذاذ الأفاقين لأن يشوهوا إحتفاء العراقيين بالريل وحمد وأيام المزبن والمزن وثورة علي أمير المؤمنين عليه السلام التي تكشف في كل يوم عورة ابن العاص التي لا تزال معاصرة و "تقبح وجه التاريخ".
النواب شاعر القضية الحقيقي الذي يمكنه القول بأنه لم يتاجر بقضيته .. لم يساوم بها .. وظل إلى أن توفاه الله تبارك وتعالى وفياً لها.
النواب هو الذي فضح العري العربي الجاثم على صدور الناس وأبان جُبن كتل اللحم الخليجي التي تعفنت حماقات ومذلة.
النواب كان صوت أرضنا ومائها وسمائها وهو "يطوي الشجى" ولا يبرئ "إلا الذي يحمل البندقية قلباً ويطوي عليها شغافه"..
النواب رأي نصر الله (السيد حسن نصر الله) كما يراه كل حر غيور يحمل قيماً سامية..
فلا غرابة أن يمتد نحوه ميتاً محمولاً على قلوب العراقيين نفر ضال هم "إمتداد" لكل السوء في هذا البلد الحزين، هم قتل الأبرياء وحرق مؤسسات الدولة وإيقاف الدراسة في المدارس والجامعات هم فوج مكافحة العلم والمعرفة.
ـــــــ
https://telegram.me/buratha