المقالات

ذي قار تقتل بصمت …محافظة خارج حسابات الحكومة


حسين عبد الخضر ..

عندما تسأل أحدا عن محافظة ذي قار فسوف يسارع إلى تعداد قائمة من المزايا التي تجعلك تتوقع محافظة تتمتع بوفرة الثروات وينعم أهلها بالرفاه، فذي قار مدينة الأدب والشهداء والمقاومة ووفرة المياه والأرض الخصبة والمواقع الأثرية التي كانت ومازالت محط أنظار العالم، كما أن ما تحت أرض ذي قار لا يقل غنى عما يحمله ثراها. إلا أن الواقع بعيد كل البعد عما يمكن أن ترسمه مخيلة السامع من تخيلات.

فلو أنك تجولت في هذه المحافظة سترى جسورا مازالت قيد الإنشاء رغم مرور السنوات على البدء بإنشائها، ومدارسا حكومية أصبحت ساحات منذ سنوات بحجة إعادة بنائها. . كما أن الكثير من أبناء المحافظة أصبح يرسل بأبنائه إلى المدارس الأهلية نتيجة الزحام في المدارس الحكومية التي تجاوز عمرها أرقاما كثيرة من السنوات دون تجديد أو ترميم سوى بعض الأصباغ. وكما تنبت البذور على وجه المريض نبتت على أرض ذي قار الجامعات الأهلية التي شيدت بسرعة قياسية خلافا لما كل هو حكومي في المحافظة!

ستجد مستشفيات حكومية فقيرة الخدمات شحيحة الدواء، تنتشر قريبا منها مستشفيات أهلية يضطر الناس إلى مراجعتها رغم غلاء الخدمات وأسعار الدواء.

القطاع الصناعي لم يشهد أي تطور، فلم تشهد المحافظة ولادة مصنع واحد بعد عام 2003.

الزراعة في ذي قار تحتضر بعد شح المياه وجفاف الأنهار بشكل دفع سكان الأرياف إلى مغادرة قراهم للعيش في المدينة أو الرحيل عن المحافظة إلى محافظات أخرى لعلهم يحظون بفرصة أفضل للعيش.

لا يمكن حصر أوجه الخراب في ذي قار، لكن يمكن ملاحظة أنه يجري لمصلحة أصحاب رؤوس الأموال الذين تحل مشاريعهم بديلا عن المشاريع الحكومية، مما يشير إلى أن عملية خصخصة مشبوهة تجري بهدوء وصمت بعيدا عن الأنظار.

على أرض ذي قار سترى وجوها أنهكها الفقر لأناس يعيشون على بحر من الثروات والإرث التاريخي الكفيل ببناء واقع مختلف ينعم فيه الجميع بالرخاء، كما أن قلب المحافظة يشهد تظاهرات يومية تشتعل فيها الإطارات لقطع الطرق احتجاجا على الواقع المزري دون أن يكون هناك فعل حقيقي من الحكومة لمعالجة الأزمات، وكأن هناك من يريد لدوامة الفوضى أن تستمر ليحقق غرضا معينا.

وآخر ما تشهده المحافظة من الأزمات التي لا يمكن أن تشهدها غيرها من المحافظات، هي اعتصام الخريجين المطالبين بالتعيين على أبواب الشركات النفطية وإغلاق تلك الشركات لأمد غير معلوم دون أن تتدخل أية جهة حكومية لحل مشاكل المعتصمين أو الاستجابة لمطالبهم وفتح الشركات النفطية، وكأن تعطليها أمر مقصود لغرض مبيّت من جهة ما أقوى من حكومتها المحلية، هي التي تمتلك القرار كما تمتلك القدرة على حجب هذه الأحداث المهمة عن وسائل الإعلام ومنعها من تغطيتها.

من المفارقات التي وقعت أثناء كتابتي هذا المقال، أن اقرأ خبرا عن قرار لوزارة الكهرباء بتخفيض حصة محافظة ذي قار من الكهرباء لتصبح ساعة ونصف تشغيل مقابل ساعة ونصف إطفاء! دون أن يبين الخبر أسباب هذا الحكم القرقوشي من الوزارة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك