المقالات

ما الجديد في اغتيال خدائي


ظاهر العقيلي

المتتبع للاحداث في العراق وخاصة بعد اندلاع ما يسمى بتظاهرات تشرين وما اعقبها من تخبطات سياسية هزلية ووصول رموز الجوكر التشريني الى البرلمان العراقي يجد بكل وضوح انها اثرت تاثير مباشر وعميق على مجمل الاوضاع العراقية وانعكست سلبا حتى على امن الجارة ايران الداخلي .

 

ابتدأ تاثير الرأي العام الجوكري اشده منذ استهداف قادة النصر في بغداد حيث كان للتظاهرات التشرينية العنصر الفعال في تهيئه الحالة العام لاغتيال القادة وذلك باعتراف احد جنرالات العدو الامريكي المحتل ولم تنتهي الامور عند هذا الحد فكلما استمرت هتافات الجوكر التشريني ( ايران بره بره ) استغل الوضع والفرصة العدو الصهيوني ليمرر مخططاته المشؤومة ويستهدف رمز وقيادي وعالم ايراني جديد فكان على قائمة المستهدفين الجدد هو العالم النووي فخري زادة والذي اغتيل قبل عامين قرب العاصمة طهران .

 

لقد القت تظاهرات تشرين الجوكرية وتأجيجها للشارع وبدعم اعلامي بعثي وخليجي بضلالها على امن ايران وليس فقط العراق لانها اصبحت ورقة رابحة في شحن الاجواء العامة واللهو السياسي والامني وتشتيت التركيز على امور امنية اقليمية لتحويل مجرى الاحداث لصالح الكيان الصهيوني .

 

لم تكن دعوات مايسمى بالتطبيع موجودة وخاصة في العراق قبل تظاهرات تشرين ولم يشهد الواقع العراقي هذا التوجه الاعلامي والشعبي الحاقد على ايران الاسلام وقياداتها قبل هذه التظاهرات الجوكرية على العكس كانت ترفع شعارات طيبة واخويه ومنها ( ايران والعراق لا يمكن الفراق ) وغيرها من الشعارات التي قربت اكثر واكثر البلدين وعلى كافة الصعد وتكلل هذا التقارب الاخوي بوقوف ايران مع العراق ايام محاربة عصابات داعش وهو موقف شجاع وشريف يحسب لها اكيدا .

 

للاسف الشديد تطورت مخططات تشرين والجوكر حتى اصبحت واقع حال ولها تمثيل سياسي خلط كل الاوراق وعاث فسادا وكان ولا يزال سببا في تدهور الواقع وعلى كافة الصعد والمجالات حتى اصبح الخط الجوكري البعثي اليد المساعدة للكيان الصهيوني في تنفيذ مخططاته الخبيثه في العراق والمنطقة وان تضعيف الاحزاب الاسلامية الشيعية في العراق وحرق مقراتهم والطعن بالحشد الشعبي وقادته وقتل النفس المحرمه والتجاوز على كل الرموز الدينية والوطنية والمجاهدة والتشكيك بتاريخها الجهادي ايام مقارغة البعث الكافر ورفع شعارات مناوءة لايران الاسلام وقادتها الابطال ومحاولة خلط الاوراق وغلق المنافذ الحدودية والسكوت عن تدخلات السفارة الامريكية والبريطانية في سياسة العراق ودعمها للمنظمات المشبوهة واشاعة الفسق واللواط والرذيلة والطعن بالمقدسات والشعائر والسكوت عن وجود مقرات الموساد في اربيل ومجاملة الشيطانة بلاسخارت ما هي الا اسباب وعوامل هيئة لاستهداف القادة الايرانيين وتصفيتهم من قبل عناصر العمالة الصهيونية كما حصل من استهداف لقادة النصر .

 

الصهيونية استغلت كل الشعارات التي رفعت في العراق ضد ايران لاحداث شرخ كبير وعميق بين البلدين مما ادى الى تزعزع او خرق للحواجز الامنية في ايران والنيل من قادتها الافذاذ وبكل سهولة فلا يمكن ان ننسى كيف كان لشعارات ( بغداد اشرف من طهران لمي .... ياايران ) وشعار ( ايران بره بره ) وشعار ( بس تخلص نحيب الرضا من ايران ) وشعار ( الا نخليهم يزورون كربلاء على اليوتيوب ) وغيرها من الشعارات الخبيثة والمسمومة والعميلة من دور واضح وبارز في التاثير على عمقنا الديني والعقائدي واضعاف لخط المحور المقاوم والنيل من ادواته .

 

ضعف عمل الاحزاب الاسلامية في العراق وسكوتها ومجاملتها غير المبررة لعناصر الجوكر وعدم مهنية الاعلام المقاوم الشيعي وسكوت وصمت المؤسسات الدينية ادى الى استفحال الخط الجوكري التشريني وتجاوزه كل المعايير والقيم الاسلامية والاجتماعية والعقائدية والخطوط الحمر وكان ايظا سبب في اضعاف قوة القوى الاسلامية وسبب رئيس في تشديد ادوات العقوبات الاقتصادية على ايران والذي شمل الجوانب العسكرية بكل تاكيد .

 

ان اغتيال واستشهاد القائد في الحرس الثوري الايراني حسن خدائي يوم امس على يد عملاء الاستكبار العالمي والصهيونية لم يكن شيء جديد او مستبعد نظرا لما ذكرناه من نقاط مهمة واسباب حقيقية اثرت بصورة واضحة على الجوانب الامنية لاسيما ان الشحن الطائفي والعدواني من قبل قوى الشر الصهيوامريكي ضد ايران وقادتها يعمل ليلا نهارا مستغلا حالة الفوضى في العراق ووجود رأي عام مساند ولو تمعنا جيدا لادركنا خطر التاجيج الاعلامي وخاصة صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التي تبث سموم الحقد الطائفي وتذكر بايام حرب الثمانينيات وتعيد للاذهان صور الحرب المفروضة على الجارة ايران من اجل كسب عواطف الجماعات المغرر بهم وشحنهم والتاثير عليهم من اجل ايجاد الثغرات الامنية وزعزعة الاستقرار .

 

على الجميع تدارك الموقف ومعرفة خطورة الوضع العام لان امن العراق هو الامن القومي لايران وتدارس الخطط العاجلة لرص الصفوف وتوحيد الكلمة واعادة الحس الثوري الذي ينطلق من مبادىء الاسلام المحمدي الاصيل ووضع النقاط على الحروف فهنالك تقصير واضح وكبير ويجب وضع حد والكف عن المجاملات الفارغة لان تاثيرها يعم ويشمل الكل وهو اضعاف ووهن للمذهب وقادة المقاومة الابطال وكما قال امير المؤمنين ( من مأمنه يؤتى الحذر ) .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك