المقالات

وعاشوا عيشة تعيسة..!


علي علي ||   وأخوان حسبتهم دروعا             فكانوها ولكن للأعادي وخلتهم سهاما صائبات             فكانوها ولكن في فؤادي    البنفسج.. شعار المقهورين من العراقيين، فقد ضمخوا أصابعهم طيلة مايقارب العقدين، بهذا اللون الساحر، متأملين صبحا منيرا، وأياما مزهرة تنتظرهم. ومازالت ليلى وبنجاح منقطع النظير تجذب الباكين والمتباكين إليها، وفق ماقال أحدهم: "كل يبكي على ليلاه". والإثنان -الباكون والمتباكون- ليسوا "غشمه". بل هم يعرفون تماما من أين تؤكل الكتف، ويدركون تمام الإدارك أن "دخول الحمام ليس كخروجه". فهم يستقتلون ويستميتون كي لا "يخرجوا من المولد بلا حمص".    في عراقنا المنعوت بالجديد حلت الكعكة بدل الحمص، والجميع حريصون على نيل أكبر قضمة أو هبرة ممكنة منها، بصرف النظر عن الوسيلة المستخدمة في القضم، والسبل المتبعة فيه. وكلنا يتذكر "عام السعد" عام 2003 يوم هبط علينا وحي الديمقراطية والتحرر من القيود والكبول، وتخلصنا من سياسة القمع والبطش التي عشناها عقودا قبل ذاك العام، ونفذ منا من نفذ من دهاليز السجون وأعواد المشانق وأحواض التيزاب، وتحقق الحلم لاسيما لمن كانوا في معارضة نظام مستبد، جثم على صدور العراقيين بوحشية وقسوة، تلك المعارضة التي اتخذت من دول الشرق والغرب نقطة مثابة لها، تنطلق منها بكل الاتجاهات بغية الوصول الى إقناع الرأي العام -علاوة على الخاص- في المساهمة بإسقاط صنم الطاغية، وكان لها ذلك، وسقط الصنم وولى عهده، وانفتحت للعراقيين آفاق الأمل المشرق، وباتت الأماني السعيدة قيد التحقيق، وكان من المفترض أن نقول "وعاشوا عيشة سعيدة".   وكيف لايكون هذا؟ وقد قوض نظام الانتخابات النظام الدكتاتوري، وحلت صناديق الاقتراع محل سياط الكبت والحزب الواحد والقائد الأوحد، وعاد المعارضون من "منافيهم" الى أمهم الأرض، وتراموا في أحضان الوطن، وكنتيجة حتمية لما عانوه من مرارة النفي والاغتراب في سبيل العراق، أن تكون لهم الصدارة في حكمه، باحتسابهم مناضلين ضحوا بالغالي والنفيس، وعلى المواطن المغلوب على أمره في الداخل العراقي طيلة سنين، أن يهيئ لهم العروش التي يتربعون عليها، بعد أن اصطبغت سبابته بلون البنفسج وهو في غياهب الحلم الأخضر.   إلا أن الرياح لم تأتِ كما تشتهي السفن، فقد أغلقت آفاق الأمل المشرق، وتبددت الأماني السعيدة، وتضببت سماء الحلم الأخضر، ونهض شبح الكبت، وعادت سياط القهر والظلم تقسو على ظهور العراقيين في عقر دارهم، وفي شوارع مدنهم، ومدارسهم وأسواقهم وجوامعهم، وأنى ولوا وجوههم، و "عاشوا عيشه تعيسة مريرة بائسة". وكل هذا على يد "المعارضين" الذين كانوا في المنفى، والذين ركبوا أكثر من قطار، وأتوا من كل فج عميق للبكاء على ليلى او التباكي عليها، وكما قال المتنبي: وكل يدعي وصلاً بليلى وليلى لا تقر لهم بذاك إذا اشتبكت دموعٌ في خدودٍ تبين من بكى ممن تباكى   ومازال المعارضون سابقا، يتحكمون بمصائر البلاد وملايين العباد حاليا، متخذين من "معارضتهم" للنظام السابق أسا وأساسا للبطش والطغيان والظلم من جديد، و "كأنك يا أبو زيد ما غزيت".
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك