محمد صادق الهاشمي ||
بمراجعة عميقة للاحدات والدراسات الامريكية والغربية والخليجية وسير الاحداث وجدنا مايلي:
ان امريكا اصيب بالصدمة الكبيرة من نتائج الاحداث والانتصارات التي حققها الحشد على اكبر تحدي؛ لانها وجدت بعد انتهاء المعركة على داعش: ان البنية الاجتماعية السياسية والجهادية والثقافية للشعب العراقي وخصوصا شيعة العراق قد تغيرات كثيرا وتطورت بمديات كبيرة نحو الجهاد بفعل فتوى الجهاد الكفائي من هنا ظهر للمشروع الامريكي تحديان وهما :
اولا : الحشد الشعبي : والبحث فيه ياتي في محله.
ثانيا : التعاطف الجماهيري مع الحشد الشعبي ( الامة المومنة بالحشد) والتي اطلق عليها الشهيد المهندس ( امة الحشد الشعبي) .
الدراسات الامريكية ترى في الحشد انه تهديد لمصالحها و خطر ليس في ذاته فقط وفي ايدلوجيته وثقافته وعقيدته ودوره وقدراته، بل في الجمهور والقاعدة الشعبية المومنة به .
وقد وجدنا ان الدراسات الغربية انطلقت بالمئات بعد عام 2016؛ لتدرس عملية التفكيك بين الحشد والجمهور كاحد نقاط ضرب الحشد في الصميم وانتزاع القوة الشعبية العسكرية الجهادية العقائدية من الحشد وعموم الشيعة.
وابرز دراستين كتب عنها المفكر الاخ حسين جلوب الساعدي هما برنامج (ddr) وبرنامج (ssr) وشرحما بنحو مفصل، يطلب من كتابه الموسوم ( مستقبل الحشد الشعبي التطوير والتمكين والمقارنة مع البرنامجين) .
وخارج الكتاب نجد ان كل الموامرات الامريكية التي انطلقت عام 2016 الى عام 2022 كانت؛ لتفكيك علاقة الحشد الشعبي مع الامة والجمهور .
وكانت المحطة الاولى لضرب الحشد هو تظاهرات عام 2019 ثم انتخابات عام 2021 ثم شطر الحشد، ثم صياغة خريطة سياسية تعتمد ايجاد كتلة صلبة برلمانيا وحكوميا (( الثلاثي)) تتفق في مواجهة الحشد وجمهوره.
ومن هنا نجد ان الصراع الخفي بين ايدلوجيات الاطار والثلاثي تقوم على انتزاع الجمهور من الحشد ثم ضرب الحشد واختزال قوته الشعبية .
امريكا واجهت منذ عام 2003 مرحلتين في الامة العراقية وهما :
الاولى : امة العملية السياسية :
وهي الامة المتمثلة في الجمهور الذي امن بعمليته السياسية وايدها وساندها منذ 2005 الى عام 2014 ويصح القول ان الموامرات الداعشية والاعلام والاختراقات في المجتمع الشيعي قد فككت بين الجمهور وقادته السياسيين نوعا ما، وهذا واضح في مستوى المشاركة في الانتخابات بعد ان ضخت امريكا جمهور من العلمانيين في البناء الاجتماعي الشيعي السياسي ليحمل شعار (( باسم الدين باكونة الحرامية) ).
الثانية : امة الحشد :
وهي الامة الشيعية التي تشكلت عقائديا بعد داعش والتي تومن بالحشد بانه الكيان الحامي لمصالحها والمدافع عنها والقوة الجاهزة الناجزة لمنع التلاعب بمصيرها والدرع الحامي للعملية السياسية و التجاوز على المرجعية والقادرة على حماية الارض والعرض والحاضر والمستقبل، والمتمكنة من تغيير المعادلات ومواجهة التحديات .
وايضا انطلق المشروع الامريكي تسنده الدراسات العميقة لضرب الامة والتفكيك بينها وبينها وبين الحشد .
من هنا نحتاج الى دراسات لاحقة عميقة تحدد الاليات والمناهج والثقافة والعقيدة التي تبقي على امة الحشد وتعيد له سيرته الاولى، والامر يحتاج الى تفاصيل كبيرة وعدم تعجل وواقعية، وان لايحتكر لجهة ما وان تسهم الجميع في صياغته والحديث ياتي.
https://telegram.me/buratha