مازن البعيجي ||
· العنوان من كلام لامیرالمؤمنین (علیه السلام)
لا يوجد بلاء أسوء من بلاء "الجهل" هذا الذي يكاد أن يكون رأس مال كل مصيبة، وخراب كل عمران! ولو رجعت إلى التاريخ ونقبت عن أهم أسباب فشل حركة الأنبياء والمرسلين والمعصومين "عليهم السلام" ستجد جهل الأمة بمقام الحق وعظمته الذي تمثله رجالات السماء هو الرزية التي جرّت على المقدسين الويلات والمصائب، أما الجاهل فهو المستنقع الآسن لكل قاذورات الدنيا، وهو مادة للشيطان في كل أبعاد حركة الجاهل وموقعه الصغير والكبير! ومن هنا قال الفيلسوف سقراط: "ينبغي للعالم أن يخاطب الجاهل مخاطبة الطبيب للمريض".
وأي مرض؟! وأي مريض!! مريض الجهل؟!، بل وكم أرتنا هذه السياسة القذرة التي فقدت موازين المنطق والحكمة، ونزلت قوانينها التي عاشت الآلاف النسنين تبهر العالم وتقدم نفسها أنموذجا للثقافة والرقي والتحضر، ثم تكون دفتها بيد حفنة مرتزقة على الحكم والقيادة والمسؤولية! وإلا ماذا تسمي بلد مثل بلد علي والحسين "عليهما السلام" والأنبياء والصديقين والعلماء، وهم حاضرة الفلسفة وعلم الكلام والشعر والأدب والتخصص، وقد تديره حفنة سراق لم يفقهوا من التكليف الإلهي ولا الأهداف العليا إلا ثرثرة وقد وصف عاقبتهم القرآن وحسم وصفها بقوله تعالى: (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ) الكهف ١٠٤ .
فيقول: بزرجمهر "الجاهل عدو نفسه فكيف يكون صديقا لغيره"؟!
من هنا لا نتوقع من الجاهل الخير الكثير، بل افتحوا سجلات واستنجدوا بالأوراق حتى نعدّ مصائبه!!!
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha