المقالات

الحمار نفسه البرذعة تغيرت..!


علي علي ||   "من شب على شيء شاب عليه" "طبيعة اللي بالبدن مايغيرها إلا الچفن" "ابو طبع مايغير طبعه"    ماتقدم من أمثلة -ويوجد غيرها الكثير- يصور جانب الثبات على طبع من الأطباع وعدم الحياد عنه، وما أروعها من خصلة فيما لو كان الثبات على الإيجابيات، وبئسها من خصلة إذا كانت السلبيات هي محل الثبات.   لو عدنا بالزمن الى الوراء، وتحديدا 21 كانون الأول عام 2010 حيث بدأ مجلس النواب دورته الثانية، التي تستحق لقب دورة السلبيات على أعلى المستويات بكل جدارة، وقد أكون واهما في ظني هذا، ولكي أكون منصفا كان علي الانتظار أربع سنوات آخريات من لحظتها فمن يعلم؟ قد تخطف الدورة التي تليها هذا اللقب بجدارة أكبر، لاسيما أن (الكتاب ينقري من عنوانه). فالتلكؤات التي رافقت الدورات جميعها من (أول هدّه) تنذر بالشيء الكثير.   المسؤولون اليوم في المجلس التشريعي لدولتنا يتناوبون مهامهم حسب مامرسوم لهم، وفق خطط مدروسة مسبقا، ومحبوكة ومنسوجة على أتم وجه، لكن ولسوء حظ العراقيين فإن التخطيط والحبك والنسج كلها تصب في مصلحة غير مصلحتهم، إذ يبدو أن فايروسا شديد العدوى، يصيب كل من تطأ قدماه بوابة مجلس نوابنا، فيسير -من حيث يشعر ولايشعر- بالاتجاه المعاكس لمتطلبات الشعب. فهم يكررون المرة تلو المرة أخطاءً، كان حريا بهم أن يتعظوا بها ممن سبقهم في مجلسهم كي لاتتكرر، والأمثلة على هذا كثيرة. وهناك لمن يتتبع اجتماعات مجلس النواب، قوانين لم تشهد أي تقدم في حل الخلاف عليها، رغم تبدل الشخوص التي تتبوأ الكراسي العاجية. فالبرلمان الحالي -أسوة بالسابقين- يشهد خلافات وعدم توافق على الكثير من القوانين الحيوية المهمة، وقد صاح القاصي والداني بملء أشداقهم، بدءًا من المرجعيات الى شيوخ البلد ووجهائه، ناهيك عن المواطن في دعواته الدائمة في وسائل الإعلام، علاوة على صناديق الشكاوى.  أما قانون الموازنة فهو المعضلة الكبرى في هذا البلد، بعد أن باتت كرته تتقاذف من ساحة إلى أخرى، على أيدي أعضاء المجلسين التشريعي والتنفيذي وأقدامهم، ولا يلوح في أفق الحلول غير السواد الحالك والظلام الدامس. وما إن يبدو بصيص أمل وتقارب في بعض الرؤى، إلا واستحدث بعض النواب سببا هو في حقيقة الأمر جاهز لمثل هذه الحالات، فبأوامر من أرباب الكتل والقوائم والأحزاب إلى نوابهم في البرلمان بمقاطعة الجلسات، او بالتغيب لسبب أو من دونه، تأتي النتائج كما مرسوم لها، فتؤجل الجلسة لعدم اكتمال النصاب، وترجأ الإقرارات والقراءات إلى إشعار آخر، وسواء أكان الإشعار مسمى أم غير مسمى! فالمواطن هو المنكوب والمتضرر في كلتا الحالتين. ولحين تحديد موعد جديد لاستئناف الجلسات، تكون قرارات أخرى غير الموازنة قد استجدت على قائمة جدول أعمال المجلس، تأخذ دورها هي الأخرى بالتأجيل والإرجاء، ويميّع إقرار الموازنة الى أن "يقضي الله أمرا كان مفعولا". وعود على بدء: "من شب على شيء شاب عليه".  
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك