مازن الولائي ||
كثير من الأمور يصعب التنازل عنها، في مرحلة الشباب والقوة، حيث كل شيء نشط ويعطي ذلك الشعور بطاقة التصدي لكل خطر يواجهه ذي الطاقة، وشعور يراه رافدا يدفعه نحو عدم التنازل عن الحق، بل حتى الباطل احيانا كثيرة! لأن العزم والفتوة عامل يجعل الإنسان منتصرا ويشعر بالغلبة حال النزال الجسدي أو الكلامي أو غيره..
لكن ليس هذا مضمون أو مستمر، فالقاعدة تقتضي هرم ذلك الجسد، وضعف تلك الجوانح التي يقينا بتقادم العمر تتوالى عليها تجارب ومواقف وظروف، تروضها تارة، وتارة تجبرها على قناعة قد تكون مغايره بنسبة مائة بالمائة! ليصل الإنسان مع تجارب الحياة الكثيرة والكارثية منها إلى مرحلة بسهولة يتخلى عن الأشياء الغير متجانسة مع طبعة أو التي حرص على التجانس معها دون جدوى! نوع قناعة ملكية تخبره أن لا قوة كافية متبقية لأجل خوض غمار العناد والتصدي الشبابي لأجل إقناع الغير الذي قد يختلف معنا بالقوة والضعف، فلا سبيل غير الاستسلام باريحية سمها ما شئت وضع لها عنوان يقنعك، لأن نتيجتها واحدة لا عودة إلى مرحلة لم تعد أدواتها موجودة، ولا استعارتها ممكنة!
إذا لم تكن إلا الأسنةُ مركباً
فما حيلةُ المضطر إلا ركوبها
إذا ما أتيت الأمر من غير بابه
ضللت وإن تقصد إلى الباب تهتدي.
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..