المقالات

شيعة العراق قوّة الوجود وتحدّي الصعاب


محمّد صادق الهاشمي ||

 

في هذه اللحظات، ومنذ تنصيب الزرفي من قِبلِ « برهم صالح » ثمّ التحرّك الشيعي نحو الكاظميّ، وأمواج التحليلات والمقالات تترا وتضجّ بها المنتديات، فتتقاطع الآراء، وتزدحم الأفكار، وتتنافر وتتباعد، إلّا أنّ المشترك في أقوالهم، والخيط الرابط فيها هو أنّ انحصار القرار الشيعي بين الكاظميّ والزرفيّ لا يخلو من مؤشّراتٍ تدفع إلى الإحباط، فمنهم مَنْ يرى أنّ زمن الإسلاميين الشيعة قد ولّى إلى غير رجعةٍ، وأنّ مرحلة حكم الشيعة العلمانيين هي الحاكمة في قابل الأيّام، ومنهم يشعرُ بالصدمة بين أنْ ينحصر خيار الشيعة وإجماعهم وخلافهم البسيط والمركب حول الرجلين وأمثالهم ، ويكون احتمال مجيء الإسلاميين يساوي صفراً.

أيّها الأبطال، والغيارى على العراق، ويا مَنْ بذلتم فلذات الأكباد؛ لأجل العراق والقِيم والتشيّع والحرية.

أيّها الأحبة ويا قامات المقاومة، إنّ الله يهتف بالمؤمنين قائلاً: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ* إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ، وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ… }، فما زال الدستور الذي يعني الوجود والحرية والديمقراطية وثبيت حقّ المكوّنات العراقية ومنهم شيعة العراق راسخاً على أرضٍ لا تلينُ.

أيّها الأحبّة ولّى عهدُ الدكتاتوريات والانقلابات، لقد ولّى عهدُ الخوف والقلق والتراجع، فنحن نعيش عهد الوجود الشيعي في ظلّ ما تمّ تحقيقه، وللبيت ربّ ورجالٌ تحميه .

حقّ الشيعة السياسيّ ما زال وسيبقى.

المرجعيةُ ستبقى حاميةً للعراق، تلك الراية كانت وستبقى ما بقيت الدهور .

الأجيالُ المؤمنةُ باقيةٌ.

أنفاسُ الشهداءِ باقيةٌ.

مدرسةُ الشهيدين الصدرين، والشهيد الحكيم باقيةٌ.

الحشد الشعبيّ والمقاومة باقيان.

أيّها الأحبّة: كان الشيعة يخافون أنْ يتخطّفهم الأعداءُ، وها هم اليوم مرفوعةٌ رؤسهم، يقررون مصيرهم، ويمسكون بالأسس العليا من وجودهم، ويتكيّفون مع المراحل، وفق إرادتهم، وبروح عالية فلا داعي إلى الخوفِ. ما زال الشعب العراقيّ فيه مِنَ النخب والمثقّفين والعلماء ما يمكن أنْ ينعقد عليهم الأمل في قيادة التشيّع السياسيّ في العراق.

اليوم شيعة العراق مكوّن من أهمّ مكوّنات العراق، والمنطقة، ومساحات وجوده التاريخية تمتدّ إلى أعماق التاريخ، وأمّا مساحاته الجغرافية فإنّها تتسع بسعة الثورة والثوار والوعي الاسلاميّ .

هنا في العراق شيعةُ العراق لا تراجع وهم الأقوياء ويشعرون أنّهم أقوى حينما يكون السنة والكرد بذات القوّة والتلاحم .

سيبقي شيعة العراق حَمَلَةَ الرسالة، ودعاةَ الحقّ، ورجال الاسلام، مهما كلّف الثمن، ولا يمكن ولا تتمكّن أيّ قوّة من إزالتكم .

يجب أنْ نتحلّى بالقوّة والحكمة والمعنويات والوعيّ السياسيّ، ونثق ببعضنا البعضِ، وأنّه لغدٍ واعدٍ، بكُلّ خير فلا يذهبنّ بحلمكم الشيطانُ، وينال منكم، ويفتُّ في عضدكم الاحباط ، وما زالت معركة المصير في أوّل مراحلها

انتهى زمن صدام، وبقينا ونبقي كلّ الذين تحدّوكم راحلون والعراق يبقى .

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك