المقالات

طبيعة الازمة..!


محمد صادق الهاشمي ||   لا يختلف اثنان ان شيعة العراق وكل المكونات في العراق  في ازمة تعد الاعمق من نوعها، فكل الازمات التي مرت قد مرت برمادها ونيرانها ولهيبها وعصفها وبحار الموت والدماء وملايين الارامل وخساراتَ كبيرة في المال والرجال؛ لكن الربح الوحيد الذي سجله التاريخ هو ان الازمات التي مرت مع انها كانت كبيرة مدوية، ويمكنها ان تسقط اي دولة متمكنة راسخة؛ بيد انه بحمد الله خرج العراق منها بثبات وانتصارات، وتمكن المجاهدون والشعب  بمرجعيته من ابقاء العراق موحدا وعمليتهم السياسية ثابتة نوعا ما، وكان المنجز يوحدنا ويفجر طاقاتنا ويقربنا ويزيد تلاحمنا وايماننا الراسخ بالمصيركامة وجمهور . الفارق بين أزمات الامس و اليوم :هو ان الازمة الراهنة بطبيعتها تختلف عن السابق بما يلي : اولا /  التحديات كانت تاتي من وراء الحدود، والان  تتفاعل وتعتمل من داخله، والكل يمسك بالزناد حينما تنطلق السنة اللهب من الرماد . ثانيا / كانت الازمات والتحديات  الخارجية تنعكس على المكونات  فتنتج صراعا بينها، واليوم كل المكونات منشطرة انشطارا ينذر بالخطر؛ فالكردي والسني والشيعي يدرك ان الخطر في داخل مكونه الاجتماعي السياسي ، وان نسيجه يقترب من الفت والتمزق وربما الاحتراب.  ثالثا / هذه الازمة وجودية فالكردي يتجه الى الغاء الكردي والسني هو الاخر يريد الغاء  السني الاخر، واعمق مثال في البين هو في المكون الشيعي.   رابعا /  هذه الازمة لايمكن القول انها نتاج انتخابات عام 2021 التي اختل فيها العدد، بل هي ناتج تراكمات كبيرة ومتعددة من الخلافات والتاثيرات الخارجية واستفحال المشاريع الخارجية وشيوع المصالح والفساد والمحاصصات، ولم يعد احدا مقبولا من الشخصيات والاحزاب في نظر الامة حتى تلجاء اليه بمحنتها القادمة والراهنة، وان كان له جمهور يري ذلك فان هذا ينقضه الجمهور الاخر في ظل تقاطع الايدبولوجيات.  خامسا / هذه الازمة التراكمية تختلف عن الازمات السابقة بانها ان لم ينهض القادة بمشروع وحدوي ويتمكنوا من معالجة الخلل؛ فان العد التنازلي الكبير الى المجهول هو المشهد الحاكم؛ كونها اوصلت العملية السياسية الى مفترق الطرق خصوصا حينما يتراجع الحل السياسي ويبرز السلاح .  📌وهنا تجدر الاشارة الى التدقيق في مواقف القوى السياسية وخصوصا الشيعية والاسلامية بنحو خاص في هذه المرحلة الحرجة والمنعطف الحاد، والفرصة الاخيرة؛ فان بقي ادائهم مترسما ذات الاخطاء السابقة من محاصصات وتقاذف وخلافات وعدم النظر الى المصلحة العليا فان اعادة العملية السياسية الى سيرتها الاولي يعد ضرا من الخيال وعلى الجميع ان يدرك انه لارابح في البين . في ظل أزمات البطالة والجفاف والتراجع في الخدمات والطاقة و احتمالية نشوء المجاعة العالمية.   وفي تقييم الازمة نجد ان الجمهور المترقب المتامل للنفق  لم يجد من طروحات القوم ومواقفهم وما يرشح عنهم اي نور  فخيم الاحباط، وقد يبرز مشروع الخارج بقوة، سيما الخليج وامريكا يتحمسون للانقضاض.   🚩وهنا نوجه كلامنا ومن منطلق الحرص الى الاطار وبعد استقالة نواب التيار و نقول (( ان الكرة في ملعبكم واي فشل في هذه المرحلة سيكون حاكما على العملية السياسية بعمرها القادم طويلا )).  📌هذه هي طبيعة الازمة وخلاصتها :ان الحل غير ممكن بعد الفشل لاسامح الله، وان اي خيار يكون مجازفة بما فيه العودة إلى الإنتخابات؛لذا يتوجب عليكم العمل المخلص والجاد والنزاهة والتفكير بالمصلحة العليا، والا يصدق الوصف عليكم ((يخربون بيوتهم بايديهم ))؛ فلا تخسروا بارقة الامل والفرصة الاخيرة، وانتم وحدكم من يتحمل المسولية ونسال الله للجميع التوفيق  .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك