ابو جعفر محمد بن علي والملقب بالباقر , ولد في المدينة المنورة واستشهد فيها في السابع من شهر ذو الحجة من العام 114 هـ , وهو الامام الخامس من المعصومين الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا . في فترة امامة الامام الباقر( ع ) ازدهرت الحياة العلمية والفكرية في الاسلام وارفد الدين الاسلامي في الكثير من العلوم والمعارف , كيف لا وهو ابن سيد الساجدين الامام زين العابدين ( ع ) ,والوالدة التي ربته في حجرها هي ابنة كريم اهل البيت (عليهم السلام ) ,هي السيدة الزكية الطاهرة فاطمة بنت الإمام الحسن وتكنى أم عبد الله وكانت من سيدات نساء بني هاشم، وكان الإمام زين العابدين(عليه السلام) يسميها الصديقة ويقول فيها الإمام أبو عبد الله الصادق(عليه السلام) : (كانت صديقة لم تدرك في آل الحسن مثلها (. عن الإمام الصادق(ع) قال : ( كَانَ أَبِي كَثِيرَ الذِّكْرِ، لَقَدْ كُنْتُ أَمْشِي مَعَهُ وَإِنَّهُ لَيَذْكُرُ اللهَ، وَآكُلُ مَعَهُ الطَّعَامَ وَإِنَّهُ لَيَذْكُرُ اللهَ، وَلَوْ كَانَ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ مَا يَشْغَلُهُ عَنْ ذِكْرِ اللهِ، وَكُنْتُ أَرَى لِسَانَهُ لَازِقاً بِحَنَكِهِ يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَكَانَ يَجْمَعُنَا فَيَأْمُرُنَا بِالذِّكْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَيَأْمُرُ بِالْقِرَاءَةِ مَنْ كَانَ يَقْرَأُ مِنَّا، وَمَنْ كَانَ لَا يَقْرَأُ أَمَرَهُ بِالذِّكْر ) هذه الرواية تعكس مدى تعلّق الإمام(ع) بربّه، وتُعبّر في نفس الوقت عن نفس تدكدكت في عشق بارئها عزّ وجل، وطلب القرب منه سبحانه، واستجلاب لطفه العميم، والتوجّه إليه بكلّ كيانه، أي بروحه وقلبه وجوارحه، ممّا لا يكون إلّا عند أولياء الله سبحانه. لقد كان(ع) أسمى شخصية في العالم الإسلامي، فقد أجمع المسلمون على تعظيمه والاعتراف له بالفضل، وكان مقصد العلماء من جميع البلاد الإسلامية. وكان(ع) قد ملك عواطف الناس، واستأثر بإكبارهم وتقديرهم؛ لأنّه العلم البارز في الأُسرة النبوية، وقد أثارت منزلته الاجتماعية غيظ الأُمويّين وحقدهم، فأجمعوا على قتله للتخلّص منه. ولم يمت الإمام أبو جعفر(عليه السلام) حتف أنفه، وإنما اغتالته بالسم أيد أموية أثيمة لا تؤمن بالله، ولا باليوم الآخر، وقد اختلف المؤرخون في الأثيم الذي أقدم على اقتراف هذه الجريمة. فمنهم من قال: إن هشام بن الحكم هو الذي أقدم على اغتيال الإمام فدسّ إليه السم والأرجح هو هذا القول لأن هشاماً كان حاقداً على آل النبي بشدة , وكانت نفسه مترعة بالبغض لهم وهو الذي دفع بالشهيد العظيم زيد بن علي(عليه السلام) إلى إعلان الثورة عليه حينما استهان به، وقابله بمزيد من الجفاء، والتحقير. ومن المؤكد أن الإمام العظيم أبا جعفر قد أقضّ مضجع هذا الطاغية، وذلك لذيوع فضله وانتشار علمه، وتحدث المسلمين عن مواهبه، ومن هنا أقدم على اغتياله ليتخلص منه.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha