المقالات

الحريري ... يقتل مرتين

1579 15:10:00 2008-05-14

( بقلم : المهندس محمد علي الاعرجي )

من منا لم يعد يعرف رفيق الحريري ... فهو رئيس وزراء لبنان الأسبق الذي اغتيل في عملية انتحارية إجرامية عام 2005وضعت لبنان على كف عفريت وأخذت تداعياتها تضرب عمق النسيج اللبناني الهش أصلا الذي كان محصلة لحرب أهلية طاحنة استمرت حوالي خمسة عشر عاما وتوجت باتفاق الطائف الطائفي .

وكان لشخصية الحريري الأثر البالغ على مجريات الأمور في الساحة اللبنانية عندما أصبح رئيسا للوزراء كونه من الطائفة السنية وجنسيته السعودية التي يحملها إضافة للجنسية اللبنانية وكذلك أمواله الطائلة التي استثمرها في موضوع إعادة اعمار لبنان بعد الحرب والتي أثيرت حولها الشكوك بعدما تضاعفت ثروته وجاء بنسب أرباح عالية جعلته في دائرة الضوء، ولأن الحريري من الطائفة السنية التي تأتي بعد الطائفة المسيحية المارونية من حيث عدد السكان وتليهم الطائفة الشيعية ... فقد لعب دورا مهما وبالغا على المستويين السياسي والاقتصادي اللبناني خلال رئاسته للوزارة وشهدت البلاد استقرارا ملحوظا وحملات اعمار واسعة انعكست ايجابيا على الحريري وعائلته .. ورغم كل التزيين والتلميع لإدارة الحريري إلى أن ذلك لا يخفي حرارة النيران تحت الرماد بسبب الموضوع الطائفي الذي يحاول البعض القفز عليه أو التغافل عنه ولا ننسى التأثير الإقليمي والدولي، فمن جهة التدخل السوري والإيراني ومن أخرى الكيان الصهيوني والفرنسي والأمريكي، فلكل هؤلاء وآخرون غيرهم تيارات وكيانات داخل المجتمع اللبناني تمتثل لأوامرهم وتنفذ أجنداتهم على الساحة اللبنانية وخصوصا الدور السوري المدعوم بوجود مسلح على الأرض اللبنانية .

وبعد الأداء البطولي الذي قامت به المقاومة الوطنية اللبنانية متمثلة بحزب الله وتحريرها للأرض اللبنانية المغتصبة أصبح لابد من إعطاء هذه المقاومة الدور السياسي الذي تستحقه كممثل حقيقي لكافة اللبنانيين فضلا عن الطائفة الشيعية ... وهذا ما أثار حفيظة الحاسدون والمنافقون المرتبطين بالعدو الصهيوني، فبدأت المشاكل والتوترات تظهر من تحت الرماد وأصوات تعلوا ضد الوجود السوري في لبنان .. هذا الوجود الذي كاد يبتلع لبنان بعد إن اجتاحها عسكريا وامنيا واقتصاديا وكاد يودي بضياع الهوية اللبنانية ..

ومثلما كانت الأصابع السورية تعبث بالواقع اللبناني كانت الأيادي اليهودية غير بعيدة عن تلك البلاد مستعينة بالمرتزقة الذين ساندتهم أيام الحرب الأهلية وفتكوا بالفلسطينيين واللبنانيين معا خلال تلك الحرب القذرة .. ولا ننسى الدور السعودي الخبيث الذي ينطلق من نظرة طائفية ضيقة واستخدامه للأموال كطريقة سهلة ومختصرة لشراء الولاءات والذمم مستفيدا من الدعم الأمريكي السياسي اللامحدود الذي يريد تقديم آل سعود وكأنهم صمام الأمان ومفتاح السلام لكل قضايا الأمة العربية والإسلامية بعد ضمور الدور المصري وتكبيله بمعاهدة السلام المزعوم الموقعة مع إسرائيل والتي أدت إلى انفراط عقد دول الصمود والتصدي الكاذب .. وهكذا أصبح الطريق سالكا لآل سعود كي ينفذوا ما يراد للمنطقة خصوصا بعد استئثار أمريكا بالعالم لوحدها وسيطرتها المطلقة على القرار العالمي من خلال مجلس الأمن الذي بات مقررا لأوامر البيت البيض بامتياز .

ولكي تأتي أمريكا للمنطقة وبكامل ثقلها العسكري وتصبح قريبة من محور الأحداث الساخنة كان لابد من حرب الخليج الأولى والثانية اللتان جاءتا بعد الحرب العراقية الإيرانية .. وقد تم لأمريكا ما أرادت وأصبحت قواتها في مركز منطقة الشرق الأوسط ، وحتى لا يهدأ بركان هذه المنطقة المشتعل أصلا كانت الورقة اللبنانية جاهزة للعب .وكان لابد من قنبلة كبيرة تفجر الوضع اللبناني وتقلب الطاولة على رأس بشار الأسد المتربع على إمبراطورية الظلم والترويع في سوريا .

وكون النظام السوري له تاريخ أسود كنظام صدام المقبور في تصفية الخصوم السياسيين مستخدما أبشع وسائل القتل والترهيب .. فقد اتخذ القرار وعلى عجل بتصفية الحريري بعدما بانت إشارة منه بعدم تأيده لبقاء القوات السورية في لبنان ... ولتكون التهمة موجهه للنظام السوري ومن يدعمه في داخل لبنان، فجاء اغتيال الحريري كصاعقة ضربت لبنان من أقصاه إلى أقصاه وزلزلت الأرض تحت أقدام بشار الأسد الذي يعلم جيدا أن إمكاناته المخابراتية والقمعية لا يمكن أن تنجز هكذا عمل ولكن التهمة لاحقته شاء أم أبى، فقد اعد لها مناوئوه جيدا ولم تنفع معها انسحاب قواته المخزي وعشرات الأجهزة الأمنية السرية المرتبطة بها من لبنان أمام أنظار العالم وبهجة المواطن اللبناني المسكين الذي كان يأمل أن يحضا بالأمن والأمان إلا أن ذلك أصبح مستحيلا فقد استمر مسلسل الاغتيالات والتفجيرات وكانت معظمها أو جميعها موجهه ضد منتقدي النظام السوري للإيحاء بان سوريا تقف وراء ذلك... وعلى الأصح فان قسم من أعمال العنف وخاصة التي تستهدف الأبرياء هنا وهناك يقوم بها عملاء ومرتزقة النظام السوري من لبنانيين وفلسطينيين وغيرهم من باقي العرب وهم خليط من القومجية والسلفية الانترنيتية، أما الباقي من هذه الأعمال الإجرامية فهي من تخطيط الموساد وبأموال عرب النفط وقد نكون نحن العراقيين أكثر فرحا من اللبنانيين أنفسهم بالمأزق والمصير الأسود الذي ينتظر النظام السوري كوننا فقدنا الآلاف من الأبرياء فضلا عن بنانا التحتية التي دمرها الإرهاب الأعمى والحيوانات المفخخة التي تعبر الحدود السورية ألينا يوميا أمام لامبالاة النظام السوري وهو يعلم جيدا أن هذه الحيوانات ستنفجر أمام معابدنا ومستشفياتنا وفي زحمة أسواقنا وليس ضد المحتل كما يدعون ويدعي أدعياء القومية العربية .

ولكي يكتمل الفيلم المعد في الغرف المظلمة لمخابرات السي آي أي والموساد ولإضفاء طابع المصداقية على المنادين والنائحين على الحريري والذين لا يهدأ لهم بال حتى يظهر الجاني فقد سارعت أمريكا لتبني هذه القضية وأصبحت هي التي تطالب بدم الحريري أكثر من أهله أنفسهم .. تشاركها فرنسا الباكية على أطلال استعمار مضى ورغبة منها في تمريغ الكاوبوي الأمريكي أكثرفاكثر بوحل المنطقة .

وبما إن مجلس الأمن ينتظر إشارة من الأمريكان فقد اصدر قرارا بتشكيل لجنة تحقيقيه أولى أنجزت عملها وسلمت النتائج للأمم المتحدة في زمن أمينها الأسود كوفي عنان الذي ترك العنان بيد الراعي الأمريكي يوجه الأمم المتحدة كيف يشاء، ثم اتبعتها لجنة ثانية بعدما رفض المسئول عن اللجنة الأولى الاستمرار بالعمل والاكتفاء بما توصل إليه وهنا لايمكن إغفال التأثير الأمريكي على نزاهة عمل اللجنة والانحراف به إلى ما يريد البيت الأبيض، وكان تشكيل اللجنة الثانية بعد تولي الأمين العام الجديد للأمم المتحدة والذي يبدوا على مانعتقد أكثر نزاهة لحد الآن من أمينها السابق الذي تلاحقه تهمة الرشاوى العراقية التي أغدق عليه بها صدام للتحايل على برنامج النفط مقابل الغذاء سيء الصيت حيث اقترفت الأمم المتحدة اكبر جناية بحق الشعب العراقي منذ تأسيسها ولحد الآن بعدما أهدرت المليارات من أموال النفط العراقي كسمسرة لعقود تافهة ومصاريف طائلة للجان التفتيش التي لم تعثر على أسلحة الدمار الشامل، هذه الأسلحة التي لو استخدمت ما كانت لتقتل مئات الألوف من العراقيين الذين سقطوا بسبب الجوع والمرض خلال سنوات الحصار البغيضة مع ما قتل بأيدي النظام العفلقي المقبور دون أن يحرك ذلك صناع القرار في البيت الأبيض ويجعلهم يسقطوا صدام كما يدعون عام 1991 بدلا من عام 2003 كل ذلك يجعل الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان شريكا في جريمة الإبادة ضد الشعب العراقي، ومن باب التذكير فقط فان لجان التفتيش لا زالت تتقاضى مخصصاتها المالية من أموال العراق المودعة لدى الأمم المتحدة لأنه لم يصدر قرار دولي بحل هذه اللجان والحجة أنهم لم يتأكدوا بعد من خلو العراق من أسلحة الدمار الشامل وعليكم أن تتصورا عظم المأساة التي يرزح تحتها الشعب العراقي، فملايين الدولارات تهدر على لجان فاشلة وهناك ملايين الأفواه الجائعة في بلد النفط والدماء.

وعودة لموضوعنا فان اللجنة التحقيقية الجديدة منحت وقتا إضافيا وصلاحيات عديدة وقدمت تقارير أولية للأمم المتحدة، كما إن التقرير الأخير للجنة التحقيقية لم يستبعد احتمال أن يكون موكب الحريري قد استهدف من الجو، وإن العجلة المسيوبيشي التي أظهرتها الكاميرات والتي يرجح المحققون الجدد أن تكون مفخخة يقودها انتحاري، كانت قد ابتيعت من دولة الإمارات لحساب شخص لبناني يسكن مدينة طرابلس (السنية) !!!!!!!وهو أمر في غاية الخطورة جعل أمريكا وحلفائها يلجئون إلى مجلس الأمن لإصدار قانون المحكمة التي ستحاكم قتلة الحريري المجهولون لحد الآن في سابقة خطيرة لم يعمل بها من قبل حيث أعطى مجلس الأمن الحق لنفسه للقيام بهذا الدور دون الأجهزة الأمنية والعدلية اللبنانية وبالتالي فقد تم تسييس قضية اغتيال الحريري ويراد من وراء ذلك ضرب المقاومة الإسلامية في لبنان وتجريدها من السلاح لضمان أمن الدولة العبرية وتسليم زمام الأمور في لبنان لمجموعة من الانتهازيين والمرتزقة ممن ارتضى العمالة للأمريكي ونصّب نفسه على كرسي السلطة باسم الأغلبية الحاكمة .

والمراقب للإحداث في لبنان والعراق يجد نفسه في حيرة من هذه الازدواجية الأمريكية وطريقة تعاملها مع الملفين العراقي واللبناني، فالأمريكان يدفعون وبكل قوة لإقامة حكومة الوحدة الوطنية في العراق وضرورة مشاركة الأقلية السنية في الحكم بل أبعد من ذلك ومنحهم أكثر من استحقاقهم الانتخابي وتعديل الدستور مثل ما يشتهون، في حين نراهم في لبنان يتغاضون عن ذلك ويديرون ظهورهم لكل الأصوات المعتدلة التي تدعوا لإقامة حكومة الوحدة الوطنية والمشاركة الحقيقية في السلطة كون المنادون في لبنان هم الشيعة بالدرجة الأساس وهذا ما يثير الاستغراب ولكن المتمعن في الأحداث جيدا يصل إلى حقيقة الأمر وهو الدور السعودي المرسوم جيدا والنابع من منظور طائفي كما قلنا سابقا الذي أراد الفتك بلبنان والعراق بحجة نصرة أهل السنة وإيقاف التبشير الشيعي على حد قولهم وعقولهم الخائبة وهم من يملون هذه الأفكار المسمومة على الأمريكان الذين اثبتوا أنهم لا يعلمون حقيقة الشعوب ويجهلون تماما كيفية التعامل مع شعوب المنطقة مما جعلهم يتخبطون في سياساتهم واستتراجياتهم التي باتت تتغير باستمرار بناء على صيحة أو نصيحة من هذا أو ذاك ، وواقعنا العراقي خير دليل على ما نقول، لذلك فان الدور السعودي كان ولا يزال كبيرا ومؤثرا في الساحتين اللبنانية والعراقية وان اختفى خلف الستار ... فالدور السعودي واضح وجلي في اغتيال السيد الحكيم حتى وان غابت الأدلة على ذلك كونهم عرفوا أن السيد الحكيم هو صمام الأمان للعراق ولا أحد يتمكن من المزايدة على وطنيته وعروبته .. بل لا يمكن لأجندة أمريكا أن تتحقق في ظل وجود هكذا شخصية، لذلك اتخذ القرار بتصفية السيد الحكيم ومنذ ذاك الوقت والعراق لا يكاد يخرج من فتنة إلا وقع في أتعس منها والأحداث التي مرت تؤيد ما نقول .

أما في لبنان فكان الحريري الشخصية التي حظيت وبدرجات مختلفة على رضا كل الأطراف المتنازعة بما فيهم خصومه ومعارضوه .. لذلك جاء القرار باغتيال الحريري وباملاءات وأموال سعودية بعد أن أوشك الحريري على ردم الهوة بين المعارضون والموالون للوجود السوري في لبنان وكذلك موقفه من المقاومة وعدم المساس بسلاحها آنذاك وكاد لبنان أن ينجوا مما خطط له ولكن حصلت الجريمة واغتيل الحريري ولعلها نفس الأيادي التي اغتالت السيد الحكيم حتى وان نأت بعيدا أو همرت دموعها مدرارا حزنا على الشهيد الحريري ... ولسنا وحدنا من نقول ذلك أو نتهم آل سعود بالباطل، فعشرات الانتحاريين الرعاة القادمين من ارض نجد والمغسولة عقولهم بأفكار مشايخ ( وهابية أبو ناجي )، المتاحة أمامهم كل منابر وجوامع ارض الحرمين وإعلام مافيا النفط ومواقع الانترنيت المتخمة بأعمال الإرهاب وطرق وأساليب تنفيذها فضلا عن استضافة الكثير من أئمة هذا الفكر المتخلف في عواصم أوربية وعلى رأسها عاصمة الضباب لندن !

كل ذلك لا يبرئ عائلة آل سعود .. كما لا ننسى هنا أن نشير إلى ما صرح به الأمير الحسن الأردني لقناة الجزيرة، حيث اتهم صراحة الأمير السعودي بندر بن سلطان بالوقوف وراء كل أعمال العنف في العراق وتجنيد الإرهابيين ودعم فلول النظام ألصدامي بالمال والسلاح لغرض إفشال العملية السياسية وإرجاعهم إلى السلطة، وكان هذا التصريح كافيا لقيام الأمن الأردني بمداهمة مقر قناة الجزيرة في عمان ومصادرة نسخة الفلم والاعتذار لآل سعود!!!

والآن وبعد إقرار تأسيس المحكمة تحت البند السابع لميثاق الأمم المتحدة وهو ما يلغي أي دور للقضاء والسلطة اللبنانية ويجعل لبنان تحت الوصاية الدولية وبالتالي فمن السهل الانحراف بالتحقيق وفق الأهواء الأمريكية وإسناد التهمة لمن تشاء تاركين الفاعل الحقيقي حر طليق .. والسؤال الذي يتردد هو ما سر هذا الاهتمام الكبير بمقتل الحريري علما إن الحريري لم يكن وقتها على رأس السلطة في لبنان بل كان خارجها، وهناك عشرات القضايا المماثلة لقضية الحريري في أنحاء العالم دون أن تحضا بالتفاتة من الضمير الأمريكي، ونحن في العراق وتحت وطأة احتلالهم البغيض عانينا ولا زلنا من عشرات الاغتيالات التي طالت رموز دينية وسياسية فضلا عن عشرات المجازر الجماعية التي قيدت ضد مجهول أو ألقيت على ذمة القاعدة بعد صدور بيان مهلهل من هذا التنظيم ألشبحي على شبكة الانترنيت أو قناة الجزيرة حصرا، وفي فلسطين سقط العشرات من القادة السياسيين ورجال الدين، والزعيم ألشيشاني الذي اغتيل في الدوحة عاصمة قطر.. وفي لبنان نفسها سقط العديد من رجالات الدولة ومن مختلف الطوائف ومنهم رؤساء دولة ووزارة فكمال جنبلاط وبشير الجميل ورشيد كرامي وغيرهم آخرون لماذا لم يحظوا بهذه العاطفة الأمريكية المتدفقة ؟

إذن أليس من حقنا وحق غيرنا أن نتساءل عن سر الاهتمام الأمريكي بمقتل الحريري .. إن لم يكن وراء ذلك طبخة دسمة تعد على ضوء نتائج التحقيق وهي حتما لن تكون تداعياتها اقل وطأة على الشارع اللبناني من صدمة الاغتيال وما تبعها .. وقد بانت خيوطها خلال حرب تموز التي شنت ضد لبنان العام الماضي بحجة اختطاف حزب الله لجنديين اسرائليين وما سببته هذه الحرب من مجازر وخراب ضد لبنان ثم ما تبع ذلك من تقاطر القوات من مختلف الأصقاع تحت عنوان قوات اليونفيل إضافة لقوات الأمم المتحدة المتواجدة أصلا في جنوب لبنان والتي بمجموعها باتت تشكل حزاما امنيا لحماية إسرائيل من ضربات المقاومة اللبنانية .. كما إن بروز الجماعات الفلسطينية مؤخرا كجند الشام وفتح الإسلام وازدياد نشاطها داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان مما يهدد الأمن الداخلي اللبناني ويعصف بما تبقى من وحدته الوطنية والزج بقوات الجيش اللبناني بحرب مع هذه الجماعات، حيث وجدنا الضمير الأمريكي يصحوا فجأة ويبادر لدعم الجيش اللبناني بإرسال طائرات الشحن الضخمة المحملة بالأسلحة والعتاد في وقت وجدنا هذا الجيش لم يحرك ساكنا ولم يرد على القصف الصهيوني خلال حرب تموز وكأن إسرائيل عندما استهدفت عموم لبنان وبالأخص الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت لم تكن تعتدي على لبنان وقتها !سؤال لا يستطيع المسئولون عن الجيش اللبناني أن يجيبوا عليه بعدما رأى العالم باجمعه تخاذل بعض قيادات هذا الجيش مع المحتل الإسرائيلي وتبادلهم التحية وشرب الشاي معا دون أن تحرك ضمائرهم الميتة صور مجزرة قانا الثانية وعشرات الضحايا تحت أنقاض المباني المهدمة في عاصمتهم .

وهم اليوم مع بعض المتسلطين في لبنان اللاهثين وراء أموال المساعدات الدولية ومنح آل سعود، مصدقين أن أمريكا تسعى لفرض العدالة والأمن في لبنان أو إن السعودية التي يكفر مشايخها غالبية الشعب اللبناني من مسيح وشيعة ويبيحون دمهم، يهمها أمن لبنان واستقراره، بل إن لبنان سوقا لاستثماراتهم ومرتعا لملذاتهم وماكينة تفقيس للشقراوات ذوات العيون الزرقاء المزدحمة بهن أماكن السمر واللهو في مملكة خادم الحرمين .

هل بقي هناك شك في حجم المؤامرة ومن هم المتآمرون، والخاسر الوحيد في كل ذلك هو الحريري والشعب اللبناني وعائلة الحريري التي إن لم تنتبه لما يحصل ستدفع الثمن غاليا وستجلب عليها لعنات الشعب اللبناني باجمعه عندما تندلع الكارثة ويحل الخراب بعد إكمال التحقيق المفبرك وساعتها سيقتل الحريري مرة ثانية ولن يجد النائب سعد الحريري وقتا لتسريح ضفيرته أو تحديد لحيته السعودية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
لبناني
2008-05-17
تصحيح بخصوص التركيبة السنية كان المسيحيون الموارنة هم الأغلب سكانيا عند تأسيس الدولة بداية الانتداب الفرنسي في العشرينات من القرن الماضي يليهم السنة ثم الشيعة. وقد تغيرت هذه التركيبة كثيرا، واليوم الشيعة هم الأغلبية الكبرى في لبنان يليهم السنة ثم المسيحيون ثم الدروز ثم العلويون.
حميد عبد الحميد
2008-05-15
ان تقسيم رؤساء السطات الثلاثة في لبنان ليس له علاقة حقيقية بالتعداد السكاني ولكم في العراق السابق اكبر دليل , خاصة وان لبنان من دول المواجهة وكهدية للمسيحيين مثلما اهدوا فلسطين لليهود فمتى كان انفسنا اهل السنة في العراق لهم الاغلبية ؟! في الوقت الذي لايمكن القول بان سوريا حافظ الاسد (ر )مثل سوريا اليوم ولا نشبهه بنظام صدام , من الاجحاف ان نقارن خفايا عملية استشهاد الشهيد الحكيم (قدس) بالشهيد الحريري حتى ولو كانت هناك شبهات ظاهرية بسيطة والحقايق التي ستكشفها لنا الاحداث ادهى وأمر .!!
ليث حسن
2008-05-15
ورد في المقال ان الطائفة السنية تأتي بعد المسيحية من حيث العدد ثم الشيعية ربما هذا كان صحيحاً عند قامت دولة لبنان لكن حالياً عدد الشيعة يقترب من النصف في لبنان للعلم فقط
عدنان
2008-05-15
الحملة الاعلامية الطائفية الشرسة التى قادتها مملكة ال سلول ضد حزب الله طيلة ايام الازمة الاخيرة لم تنفعهم..فهاهى الحكومة اللبنانية تتراجع عن قراراتها الاخيرة ضد حزب الله واصبح اتفاق الطائف فى مهب الريح بعد ان اتفق الفرقاء اللبنانيين على تفعيل اتفاق جديد فى الدوحة.. وسقط الاعلام السعودى الطائفى بالقاضية كما اصبحت قناتهم العربية وموقعها على الانترنت معروفة للجميع بانها مجرد قناة طائفية افقدتها الازمة اللبنانية الاخيرة مصداقيتها تماما.
Iraqi
2008-05-14
اضف الى ذلك ياسيد محمد ماتناقلته بعض الصحف الامريكية ووسائل الاعلام عن تشكيل مليشيا سنية تابعة لتيارالمستقبل وسوف تثبت الايام القادمة من ان تمويلها سعودي لمواجهة حزب الله
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك