حليمة الساعدي ||
تميز هذا اليوم بأن جعله الله عيده الاكبر لان فيه مصداق للايمان والطاعة واكتمال الدين فمن كان يعتبر محمدا صل الله عليه واله مولاه فعلي مولاه ومن لم يفعل فهو مخالف لوصية الرسول ومن خالف الرسول فقد خرج من ملته اذ ان الايمان لا يتجزأ ومن غير المنطق ان اؤمن بأمر ما اتى به الرسول واترك امراً اخر فالعملية ليست مزاجية فإما ان تؤمن بكل ما اتى به الرسول وإما ان لا تؤمن فالايمان لا يقبل التبعيض..
ولسوف يشهد عليكم غدير خم ما بقي الدهر بأن الرسول الكريم وقف معلنا بانه ختم رسالته بالتبليغ وتمام نزول القران وانه قد اخلف ووكل علي عليه السلام بالبيان والتفسير وقيادة الامة وخلافة رسول الله ووضع اسس دولة العدل الالهي وكان النص القراني حجة على جميع المسلمين بان النعمة لاتكتمل الا بولاية امير المؤمنين وهذا نص الهي ومن خالف النص القراني الذي هو كلام الله فهو عاص ومعاند وكافر ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) اذا الله لا يهدي القوم الكافرين بالولاية، وكما جاء في تفسير العياشي: عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما أنزل الله على نبيه " يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين " قال: فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد علي عليه السلام فقال: يا أيها الناس إنه لم يكن نبي من الأنبياء ممن كان قبل إلا وقد عمر ثم دعاه الله فأجابه، وأوشك أن ادعى فأجيب، وأنا مسؤول وأنتم مسؤولون، فما أنتم قائلون؟
قالوا: نشهد أنك قد بلغت ونصحت وأديت ما عليك، فجزاك الله أفضل ما جزى المرسلين، فقال: اللهم اشهد، ثم قال: يا معشر المسلمين ليبلغ الشاهد الغائب، أوصي من آمن بي وصدقني بولاية علي، ألا إن ولاية علي ولايتي، وولايتي ولاية ربي، عهدا عهده إلي ربي وأمرني أن أبلغكموه، ثم قال: هل سمعتم؟ - ثلاث مرات يقولها - فقال قائل: قد سمعنا يا رسول الله.
اذا فعيد الغيدير هو عيد الله الاكبر لانه يبين المؤمن من الكافر والمحب من المبغظ وحب علي هو شرط الايمان بقول رسول الله الذي لا ينطق عن الهوى ياعلي لا يحبك الا مؤمن ولا يبغظك الامنافق وطبعا متفق بين الفريقين ان المنافقين لا يدخلون الجنه.
بقي امير المؤمنين قسيم الجنة والنار فمن ولاه واتبع سيرته العطره وجعلها دستورا لحياته وخارطة طريق له ومنهج ينتهجه فأنه من اهل الجنه ومن خالفه وابغظه ولم يقرّ بولايته فان مصيره النار وبئس المصير. ليس في هذه القاعدة الربانية خلاف ولا تقبل المجاملة. نعم نحن نعمل بوصية امير المؤمنين عليه السلام وقاعدته الانسانية "اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق" لكن هذا ليس معنا اننا متفقين مع الاخر عقائديا وإنما معناه ان نترك امر الخلق للخالق( لله تبارك تعالى) هو الذي يحكم في خلقه كيف يشاء، الا اذا حاول الاخر طمس هويتي ومحو عقيدتي بمحاولات محو الهوية وتشويه العقيدة و الابادة الجماعية التي شهدها التاريخ على شكل موجات حروب طائفية منذ حكم الامام الحسن بن علي عليهما السلام وليومنا هذا فقد ذاق شيعة امير المؤمنين انواع العذاب وصنوف القتل وتعرضوا لمحاولات ابادة جماعية كلها بائت بالفشل، بل انهم في كل مرة يزدادون ايمان وقوة وتمسك بعقيدتهم الربانية الرحمانية المحمدية العلوية. ان من اراد الله فليبدأ بعلي ومن اراد الجنه فليبدأ بعلي ومن ارادة العزة فليبدأ بعلي.
هو عيبة علم الله وبابه الذي يؤتى منه ووجه ورحمته وظله وهو باب حطة وعلى جميع الخلق ان يدخلوه وهم ساجدين ليغفر الله لهم خطاياهم ويغسل ذنوبهم ويخرجوا من عنده كما ولدتهم امهاتهم (وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ ۚ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ). افبعد هذه الامتيازات وهذه العطايا والهدايا الربانية لمن اقر واعترف وسلم لولاية علي بن ابي طالب يعاتبنا العذال والمنافقين ومن في قلوبهم مرض على احتفالنا بعيد الله الاكبر.. ان من لم يأتي بمراسيم الفرح والاحتفال والبهجة في هذا اليوم فهو غير محب لعلي وهو ظالم لنفسه. الا يا اهل العالم اشهدوا اني ابايع امير المؤمنين علي بن ابي طالب كما سبق لي ذلك في عالم الذر على ما امرني به رسول الله محمد صل الله عليه واله انه اشهد ان علي امير المؤمنين ووصي رسول رب العالمين وولي الله وحجته وان الدين لا يكون الا بولايته والايمان لايكون الا بولايته وبحبه تنعم القلوب بالسكينه والرحمة وبحبه نحلق في سماء الهيبة والرفعة والعزة ونكون عباد لله كما يريدنا الله ان نكون وانه قسيم الجنة والنار وهو السراط المستقيم وبسيفه اقام الله الاسلام وبه وبذريته حفظ الله دين محمد وبهم الله بدأ وبهم
يختم والدنيا قائمة مذ امرها الله ان تقوم على الخير والشر فولاية علي هي الخير كله وخلافها يكون الشر كله وبحبه نجوز الصراط وبحبه نقطع تذاكر الدخول الى جنة الخلد