يحتفل المسلمون في انحاء العالم، بالذكرى السنوية لتنصيب الامام علي، وزيراً وخليفة للمسلمين بعد الرسول الكريم، عليهما وألهما أفضل الصلوات، وهنا لا نسعى او نحاول الإساءة لهذا او ذاك، بقدر حديثنا عن رجل لا مثيل له بعد النبي الاكرم.. لا نريد هنا أيضا التطرق الى تربيته وعلاقتة برسول الانسانية، لكن سنكتفي بمبدأ او إشارة واحدة الا وهي مبدأ المؤاخاة المعروفة.. فعندما دخل النبي الكريم الى المدينة، آخا بين المهاجرين والانصار ، فلم يبقى من المهاجرين سوى ( علي ) فجاء الى النبي فقال له يا رسول ال... لقد آخيت بين المهاجرين والانصار ولم يبقى الا انا فقال الرسول يا علي ألا ترضى ان تكون اخي ووزيري!.. ومن هنا بدأت شرارة الحسد والحقد، تأخذ طريقها نحو قلوب المنافقين، ومنذ ان امسك النبي الكريم، زمام السلطة الدينية والسياسية في المدينة، ظلت الاحقاد تطارد النبي، وكان الامام علي يقف موقف الصد والسند للرسول، صابراً محتسباً على ظلم واذى المقربيين والأباعد، وكان هو المقدم في السلم والحرب ، وكان المثل والقدوة في الشجاعة.. كان عالماً بارزاً يلجأ لحكمه وحكمته، الشيخ والشاب، والقاضي والحاكم ، حتى أمسى أميراً للمؤمنين، واباً للبشر وشفيعاً للخلق يوم الورود . جاء يوم الغدير ليعلن الرسول الأكرم، ان الانسانية انجبت فتىً سيكون شريكاً للقران، وصاحب الحوض وقسيم الجنة والنار، فأعلن امام الجميع وقال، هذا اخي وولي ووزيري، اللهم والي من والاه وعادي من عاداه، وأنصر من نصره وأخذل من خذله، فجاء الهاتف من السماء (يا أيها النبي بلغ ما أنزل إليك من ربك ) حتى تعالت الصيحات من الجميع ، بخ بخ لك يا ابا الحسن فانت لها وهي لك ، فانت ابن كافل النبي، وانت سيف الحق بل الحق كله، وتهافت الجميع لتقديم التهاني للوزير الجديد ، وهو يستلم وزارة النبوة وعهد وصايتها، بعد رسالة نبي الأمة وهاديها، بعد ما كانت تعبد الاصنام وتاكل الطين والتراب.. تقدم الكاذب والمنافق لتقديم التهاني لأمير المؤمنين، ولكن القلوب لم يرق لها ان ترى زوج الزهراء، وزيراً للدولة وقائداً للامة.. كيف وهو قد ساوى بينهم وبين ما دونهم بالعدل؟ أم كيف توافق هذه العقول المتحجرة، ان يكون علي كاسر انوف الشرك اميناً لبيت المال، وحامل لواء امة الاسلام المحمدي الاصيل؟! الغدير مثل انعطافة مهمة جداً في تاريخ الامة الاسلامية، فهو مرتكز من مرتكزات الاسلام الحق، وهو أساس منهاج الدولة العادلة، التي كان يسعى لبناءها سيد البشر وهادي الامة ، وما حصل في غدير خم كان حلقة مهمة من حلقات تثبيت الدين المحمدي الاصيل ، ومثل هذا الحدث حجر الزاوية في ترسيخ العدالة والمساواة والانسانية في الحكم ، حتى بات مبدأ العدل قرين علي ، ومنهج المساواة تؤام علي.. وعندما فقدت الامة الاسلامية علي والحق ساد الظلم وانتشر الفقر ، وعندما تركت منهجه ضاع العدل، فكانت دكة القضاء تبكي قاضيها والعدل فيها ، وامسى مسجد الكوفة مظلماً بعد شهادته.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha