المقالات

العبودية الطوعية..!


   صالح لفتة ||   العبودية الطوعية أطروحة سياسية كتبها شاب فرنسي لم يتجاوز السادسة عشر في القرن السادس عشر الميلادي يدعى إيتيان دول بويسي اختصاراً لابويتي وهو صديق كاتب المقالات الشهير ميشيل دي مونتين تلخص كيف يقدم الإنسان نفسه ليكون خادماً وعبداً للآخرين دون مقابل وحتى دون طلب بل تطوعاً هذا التطوع للذل والعبودية الذي حذر منه الكتاب والمثقفين الأوربيين قبل ٤٠٠ سنة تقريباً وعملية صناعة الطغاة من قبل الشعوب مازال لحد الآن يفعل فعله في الوطن العربي بشكل عام  .  أشخاص يملكون شهادات عليا من أطباء ومهندسين وصحفيين وكبار سن عركتهم الحياة مازالوا يدافعون عن طغاة ومجرمين ويظنون أن هؤلاء مسؤولين عن دخولهم الجنة والنار.   الكثير منهم للأسف غيبت عقولهم في وقت الانفتاح زمن انكشاف الحجب عصر بيان الحقائق زمن لا تخفى فيه خافية عن الجميع لكن مازال هناك من يمجد للفاسدين يخاف من كلمة حق يقولها بوجه الباطل.  حتى أن البعض يصل بالسياسي لمقام العصمة من الخطأ وان افعاله واقواله مؤيده من رب العالمين.  العراق ليس حالة خاصة ولو فتشنا في التاريخ لرأينا الكثير من الدول مرت بما مر به العراق وتعرضت للحروب الأهلية والتمزق والتخلف لكنها أدركت الحقيقة واستطاعت تغيير واقعها عندما نزعت رداء التقديس ونظرت بعين الحقيقة.  ووعت الناس مشاكلها، التخلف والجهل والجوع والفقر ونقص الخدمات والوظائف وتراجع الاقتصاد  وحددت أهداف ومسؤوليات الدولة والقادة : وهي حماية الناس ورعاية مصالحهم دون تمييز على أساس الدين أو المذاهب أو اللون أو الجنس وإيصال الخدمات وإدخال الأطفال المدارس وربط المدن بالطرق المتطورة أما ما بين العبد وربه ومعتقدات الناس ودخولهم الجنة والنار فهي شؤون خاصة كل إنسان حر باختيار الطريق الذي يعتقد أنه الأصح .  يؤكد الكاتب الفرنسي أن هناك عنصرين مهمين يستخدمها الحكام للسيطرة على الجماهير وضمان الطاعة العمياء وهما الجهل والدين و أن تحرر الشعوب من حكامها الفاسدين لن يكون قريباً خصوصاً مع تعود الناس على الذل والخضوع  وطاعة الجماهير العمياء للسياسيين هي السبب الأول الذي يدفع بهؤلاء السياسيين للاستخفاف بالجماهير وعدم الاهتمام بأمر الناس واحتياجاتهم بل يصل الأمر احياناً لتبرير الأخطاء السياسية الفادحة لقادتهم. ومتى ما يزيل المواطن التقديس عن السياسيين ويوقن أن هؤلاء بشر يخطئون ويصيبون ويتحرر من قيود الاتّباع الأعمى ويكشف من أخطأ و يشخص الفاسدين ويصبح لدينا وعي يمكننا من التمييز بين الصالح والطالح وعلى أساسه نختار بتمحيص دون التعصب والتعظيم والتأليه لبشر مثلنا عندها نتحرر من العبودية الطوعية.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك