مازن الولائي ||
قد لا نبالغ إذا قلنا أن إيجاد ثورة حقيقية أمرها هين وممكن ولو بصعوبة بالغة، لكن الحفاظ على الثورة وتوليها من قبل قيادة تؤسس قواعدها، وتثبت المبادئ وتسير على نهج المؤسس ذاك أمر يحتاج الى توفيق، وتأييد، وتسديد عالي، وعالي جدا، ولو رجعنا إلى الثورة الإسلامية المباركة الذي حدثت بعد معجزة روح الله الخُميني العظيم، وكيف أن بعد هم التأسيس كثير المشاكل والتعقيد والتحدي بدأ هم البحث عن "القيادة" لهذه الثورة، في وقت كانت الحوزات العلمية في إيران تعج بالمجتهدين، والمراجع، وأهل العلم، والعرفان، والدراية، والفلسفة وغيرها، إلا أن الإمام لم يرى من هو مناسب مع وجود هذا العدد الكبير من هو مؤهل للقيادة كخلف له، وهذا من عجائب الأمور حيث يندر "القائد السياسي" بمثل ندرة السيد الولي الخامنائي المفدى الذي كان يرفض التولي لخطورة المهمة وعظيم مسؤوليتها يوم القيامة، بل وأن مجلس الخبراء وهم هرم العلم، والاجتهاد والمرجعية ذاتهم لم يتقدم منهم أحد يرشح نفسه إلى القيادة بعد روح الله الخُميني، وكانوا بلحظة نبذ ذات وتنازل أخلاقي وشرعي للمصلحة العليا التي حددها الظرف وقتها وتوجه الجميع إلى الضغط على الإمام الخامنائي وهو يرفض حتى تم التصويت عليه رغم معارضته استلام "القيادة" لهذه الثورة!
هذا التصرف والحرص من قبل العلماء، والمجتهدين، والمراجع يخبر عن عظيم خطر "القيادة" وأنها ليست على قارعة الطريق، أو أن مسؤولية التصدي لها سهلة يسيرة! ولهذا يقول السيد محمد باقر الصدر قدس سره 《 ان القيادة لاتصلح إلا في ثلاثة امور: اما في نبي مرسل او امام معصوم او مجتهد اعلم في خلاف ذالك انها قيادة ظلال واتباعها ظلال 》 وهو ما يفسر هروب العلماء وقتها من تولي هذا المكان "الخطر" ويفسر رفض السيد الولي الخامنائي المدرك لخطورة المسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى.
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..