حمزة مصطفى ||
لا أعرف ولا أظن الكثير من القراء يعرفون من هو صاحب مقولة " ناقل الكفر ليس بكافر". ولعل لهذه المقولة متبنيات كثيرة في الفقه والمدارس الإسلامية كون القران الكريم ذكر في آيات كثيرة الكافرون وبالتالي فإن الحديث عنهم وعن سلوكهم ليس كفرا. بمعنى أدق انك تنقل كفرهم لكنك لا تتبناه بالضرورة. لكن اليوم وفي ظل تطور ثورة الاتصالات وبلوغها مديات كتلك التي نعيشها اليوم عبر التطبيقات الرقمية لهذه الثورة عبر " السوشيال ميديا" فإن الحاجة باتت ماسة من وجهة نظري لاعادة تعريف هذه المقولة.
وإذا كان مفهوم الكفر واسع ومسمياته كثيرة وليس بالضرورة الكفر بالله او بالدين وأحكامه فإنني ارى ان هذه المقولة باتت مدخلا للتظليل ومحاولة التخلص من المسؤولية سواء كانت مباشرة ام غير مباشرة. ففي ظل توسع ميادين الاعلام وتطبيقاته فإن الكثير مما ينقل من كلام ويجري تداوله على نطاق واسع بات يدخل في باب " المنقول" او " كما وصلني".
فهذا المنقول يمكن ان يتضمن كفرا بالله والدين والقيم والأخلاق وأصول التعامل مع الوقائع والأحداث.
لكن يبقى الفارق بين كيفية تقييم ما يحصل وطريقة نقله في الماضي وبين اليوم. ففي الماضي قبل اختراع كل منصات الاعلام وتطبيقاته كان اسلوب توثيق الحدث يجري في الغالب عبر التواتر.
لا يختلف في ذلك ما اذا كان المنقول كفرا ام سواه. اما اليوم حيث تعددت أساليب التوثيق " صورة وصوت" فقد تكاثر الكفر بكل شي تحت ذريعة ان " ناقل الكفر ليس بكافر". والأهم ان هذا الذي ينقل هو ليس نصا دينيا لكي يقال ان نقله يأتي في سياق التوصيف والتذكير، بل هي نصوص بشرية لاينطبق عليها مفهوم الكفر او الإيمان وإنما ينطبق عليها الصدق والكذب. ولعل الأخطر من الكذب هو .. التضليل.
https://telegram.me/buratha