المقالات

هل بالامكان حل البرلمان


د. بلال الخليفة

جرى الحديث هذه الأيام الى حل اخر يقطع الطريق على الانسداد السياسي وهو الذهاب الى انتخابات ثانية قد تتغير اوزان الكتل السياسية وبالتالي من الممكن ان تتغير التحالفات وتؤدي الى إمكانية تشكيل حكومة جديدة. ويجب ان نتذكر ان حكومة الكاظمي عند تشكيلها كان الغرض من تلك الحكومة هو اجراء انتخابات مبكرة.

ان السيناريو حل البرلمان واعادة الانتخابات تقف بوجهه عقبات منها:

1 – ان المحكمة الاتحادية حينما ردت طعن الإطار (الاثنين 27 ديسمبر/ كانون الأول 2021) في عدم شرعية الانتخابات لكن المحكمة الاتحادية العليا في نفس الوقت اوصت بنقطتين وهما:

أ – تشريع قانون انتخابات جديد

ب – عدم استخدام العد والفرز الالكتروني

وهنا تكمن المشكلة وهي ان الحكومة الحالية هي حكومة تصريف اعمال الأمور اليومية وهي لا تملك الشرعية الدستورية لذلك حسب المادة (64-ثانيا) وحسب قرار المحكمة الاتحادية العليا ذي الرقم 121/اتحادية/2022، لكن بعد تشريع قانون الامن الغذائي رغم مخالفته للدستور فاصبح بالامكان تشريع قانون في فترة حكومة تصريف اعمال رغم ذلك غير دستوري.

2 – ان بعض الكتل الكبيرة وكذلك بعض الصغيرة وهم المستقلون سوف لن يقبلوا بالذهاب الى الانتخابات الثانية لاحتمال ان مقاعدهم ستقل.

3 – ان حل البرلمان هي الخطوة التي يجب ان تسبق الذهاب الى انتخابات، وهذه الفقرة اشار اليها الدستور في المادة 64 حيث بين ان المدة تكون أقصاها ستون يوم، يجب ان تجري الانتخابات بعد حل البرلمان.

لكن حل البرلمان سيواجه عده عراقيل منها

1 – ان طرق حل البرلمان هي بطريقين حددهما الدستور في المادة 64 منه وبطريقين هما

اولا: يحل مجلس النواب بالاغلبية المطلقة لعدد اعضائه، بناءً على طلبٍ من ثلث اعضائه، أو طلبٍ من رئيس مجلس الوزراء و بموافقة رئيس الجمهورية، ولايجوز حل المجلس في اثناء مدة استجواب رئيس مجلس الوزراء .

ثانياً: يدعو رئيس الجمهورية، عند حل مجلس النواب، إلى انتخابات عامة في البلاد خلال مدة اقصاها ستون يوماً من تاريخ الحل، ويعد مجلس الوزراء في هذه الحالة مستقيلاً ويواصل تصريف الامور اليومية .

وان الطريقين ينتهيان بتصويت البرلمان عليه بالاغلبية المطلقة، اي ان الكرة هي في مرمى اعضاء مجلس النواب وهو صاحب القرار النهائي في الامر.

2 – ان حل مجلس النواب، يعني تحول الحكومة الى حكومة تصريف الاعمال اليومية وخالية من اي صلاحيات، لكن كيف اذا كانت هي حكومة تصريف اعمال.

3 – الطريق الثاني لحل البرلمان هو دعوه من رئيس الجمهورية لحل البرلمان، كيف اذا كان رئيس الجمهورية هو منتهي الصلاحيات، المادة 72 من الدستور، بينت ان رئيس الجمهورية تنتهي ولايته بنهاية المجلس اي عند حل مجلس النواب ومجيء غيرة بعد الجلسة الاولوى ينتهي عندها صلاحيتة، والكل يعرف ان الجلسة الاولى مضت منذ اشهر وبالتالي ان رئيس الجمهورية هو بحكم المنتهي الصلاحيات.

4 – ان الطريق الاول يحتاج ان تتم عملية انعقاد جلسة للبرلمان العراقي، ومن ثم ان يقدم مقترح حل البرلمان لرئاسة المجلس والتصويت علية، لكن هذه العملية يجب ان يتم اخلاء البناية ومحيطها من المتظاهرين والا كيف ياتي النواب وسط بناية مملوءة بالمتظاهرين.

5 – ان عملية الانتخابات تحتاج اموال كبيرة، ففي الانتخابات الماضية كلفت الحكومة مبلغ بحدود 300 مليون دولار امريكي اي بحدود 450 مليار دينار اي تقريبا نصف تريليون دينار، لكن هنا يتم السؤال، من اين يتم تخصيص هذا المبلغ، وهذا غير ممكن لان:

أ – الحكومة الحالية هي حكومة تصريف اعمال ولا تملك صلاحية مناقلة او اي صلاحية للتحكم بالاموال سوى في امور تمشية الحال.

ب – نحتاج موازنة عامة لتخصيص مال الى عملية الانتخابات وبالتالي يجب قبل الذهاب للانتخابات ان تتم تشكيل الحكومة وتشريع قانون الموازنة العامة الاتحادية.

ج – تشريع قانون خاص بالانتخابات، وهذا سيكون غير دستوري وان اي طعن من قبل النواب سيتم رد القانون لانه سيتضمن جوانب مالية، ورغم ذلك هو يحتاج ايضا ان يعود البرلمان الى ممارسة عمله وخروج المتظاهرين.

6 – ان الذهاب الى انتخابات سيكون بطريقين وهما:

أ – استخدام القانون القديم، وهذا سيكون مخالف لقرار المحكمة الاتحادية العليا

ب – تشريع قانون جديد وهذا غير ممكن وتكلمنا عنه أعلاه وهو أيضا مخالف لقرار المحكمة الاتحادية العليا، كما ان التشريع الجديد يحتاج ان البرلمان يمارس مهامة عدة اشهر حتى يتم تشريع هذا القانون.

النتيجة

ان الانتخابات الثانية التي قد يدعو لها البعض من الصعب ان تتم لمخالفتها القرارات الصادرة من المحكمة الاتحادية العليا والتي هي باته وملزمة للجميع (المادة 94) من الدستور. وكذلك ان الدستور جعل من الحكومة هي تصريف اعمال فكيف وهي الان حكومة تصريف اعمال.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك