مازن الولائي ||
لم يخل تاريخ الأنبياء، والمرسلين، والمعصومين عليهم السلام من أنصاف العلماء، أو قل الجهلة بمظهر أهل العلم، والتاريخ طويل وحافل لو نصبت شباك البحث والتتبع، ولعله لا تخلو مرحلة نبي أو مرسل من ضد حاول التشويش على رسالته، ومنافقين لم يكتفي القرآن بالإشارة إليهم عبر آية، بل أنزل فيهم سورة أسماها سورة "المنافقين" لعظيم الخطر الذي تنتجه تلك العقول الغير منضوية تحت الشريعة، ومن هنا جاء قول المصطفى صلى الله عليه و آله وسلم 《 هلاك أمتي عالم فاجر وعابد جاهل، وشر الشر أشرار العلماء، وخير الخير خيار العلماء 》 وعنه أيضا 《 رب عابد جاهل ورب عالم فاجر، فاحذروا الجهال من العباد، والفجار من العلماء، فإن أولئك فتنة الفتن 》
وروي عن الإمام علي عليه السلام 《 قطع ظهري اثنان: عالم فاسق يصد عن علمه بفسقه، وجاهل ناسك يدعو الناس إلى جهله بنسكه 》..
وليس ببعيد ما جرى مع الإمام روح الله الخُميني العظيم، عندما وجد بعض العمائم التي تحوطه لا تعي المرحلة ولا تحمل بصيرة، وقد تم اختراقها رغم مستواها العلمي الكبير، ورغم عدد المقلدين لديه، ورغم ما كانت آمال كثيرة تنتظر منه! لكن رد الإمام روح الله عليه بوصف دقيق يصلح على طول خط الصراع "يا فلان أنت بحر من العلم ولكن عمقك شبر"، ومالم تكن هناك جهة رادعة تراقب وتتابع هؤلاء الموجودين حكما مادام العدو قادر على الإختراق والتجنيد، فبالامس القريب تمنع سلطات الجمهورية الإسلامية الإيرانية شؤون الحوزة أحد أكبر العلماء بعد ثبوت إشارة سلبية عليه، وإلا دون ذلك لن تقوم قائمة لنا خاصة في زماننا المشؤوم كثير الادعاء وكثير دهاة الأعداء المتمكنين من ضرب الإسلام ومشروعه.
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..
ــــــــ
https://telegram.me/buratha