مازن الولائي ||
عند تجوالك في مثل هذه الأيام من شهر محرم الحرام ١٤٤٤هجري ونحن نقترب من يوم عاشوراء الذي عبر عنه صاحب الزمان 《إِنَّ يَوْمَ الْحُسَيْنِ أَقْرَحَ جُفُونَنَا ، وَ أَسْبَلَ دُمُوعَنَا ، وَ أَذَلَّ عَزِيزَنَا بِأَرْضِ كَرْبٍ وَ بَلَاءٍ ، أَوْرَثَتْنَا الْكَرْبَ وَ الْبَلَاءَ إِلَى يَوْمِ الِانْقِضَاءِ 》. هذه الأيام يصير الإنسان يبحث عن مترات من الأرض قلائل على بعد كيلو مترات تعبد عن القباب من أجل أن يضع له شيء يخدم به الوافدين إلى نهر العقيدة ومغتسل الأرواح من درن وشوائب المعرقلات عن فلسفة الحسين عليه السلام، تلك المساحات والفروع الكثيرة والأرصفة الواسعة تندر وتشح حد اصابتنا بالذهول والصدمة، كيف يشح لمن يريد الخدمة متر من الأرض، وكأن المجالس والخدم الأوفياء تقول للحسين عليه السلام نحن لسنا ممن خذلك يوم تركوك واضحت الصحراء عليك فارغة موحشة غفراء! ابدأ يا حسين قدر على قدر، ونار تجاور نار، وخادم على كتف خادم، وسرداق على سرداق، والسواد يحكي قصة الحزن الطوعي والجمرة التي لم يجد لها الاستكبار حلا ليخدمها، هنا وعلى هذا الصعيد المشاعري تندر الفراغات، وقد لا ترى رصيف دونما عليه ما يدل على خدمة يرفع لوائها قوم خصهم الخالق العظيم برتبة خادم، رغم ما يحاول أعداء الحسين عليه السلام واذناب السفارة ومن بغيظهم هذا المشهد الذي يسحق الجغرافيا والحدود وكل من وضع آمالا على "سايكس بيكو"
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha