مازن الولائي ||
هذا الجسد اللعين الذي سجّن الروح الرقيقة والتي شأنها تلّم بكل جوامع الحقيقة، الحقيقة التي طرقت سمع ذلك الصيداوي قيس بن مسهر وهو في أوج ليلة عرس لعروس طلبها ٣٧ مرة، ويوم زفافه عليها حيث كانت للروح مساحة ونقاء تسمع صدى الحقيقة التي يزمجر بها أثير الهواء اللطيف، حتى أيقظ في روحه كسر القيود، واغلال الأعراف ومخالفة الظاهر، الظاهر المدمر في بحر من ذنوب والمشوقات وقعت علينا فصمت اسماعنا، وقلوبنا، وأرواحنا، فلم يعد الأثير تعنيه آذاننا المغلقة التي انسلخت من مهمة همسها واسترقاقها ناعم الصوت!
أننا بسبب الجسد الغير مهذب ولا مؤدب انقطع عنا وحي الحقائق التي يعلو صوتها على كل صوت الماديات، مناصب، وعروش، وعقارات، وزيجات، ومواكب حشم وخدم، واقوام تقودنا بجهل إلى شطآن الكبائر! لنحجب عن جنان الحقائق بشعار من صنع الشيطان المتلون لنا حزبيا، وتجاريا، وإعلاميا، حتى بايعناه على عدم السمع والطاعة للعقل! أننا بحاجة إلى طبيب الصيداوي الذي أخذ صوت الحسين المستغيث بمجامع روحه المطربة للحقيقة لا لهذا الغيثان الحيواني المقرف والممل والرتيب دون رقي ودون صعود! ليت ذلك الصوت تعثر به صيوان أذناي المغلقة والمحجوب عنها جمال المعنى وعذب الهيام! ليتها ..
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..