المقالات

حرب الساحات والنهايات المفتوحة..وأين  الكورد والسنة منها؟  


الدكتور عبدالحسن الجبرة الله ||   شهدت ساحات مدن العراق عصر هذا اليوم الجمعة ١٢ آب ٢٠٢٢م ثلاث تظاهرات شعبية ذات شعارات  متناقضة الغايات والوسائل  بحكم الخلفية الإيدلوجية والسياسية لكل منها  ومؤثرات َارهاصات الصراع على السلطة    واذ ما نحاول قدر الجهد التجرد وتوخي الموضوعية في ابداء الرأي؛ نجد ان صراع الساحات لايخلو من إيجابية وحالة تطورية ومتقدمة في التعبير عن الرأي بشكل حضاري وسلمي إذ ما قُرنت بحالة الشد والمناكفة   والمزاحمة والمدافعة والعراك اللفظي والايدي بين أنصار الاطراف المصارعة في مواقع التواصل الاجتماعي وبعض القنوات الاعلامية الفضائية التي رمت بكل ثقلها الإعلامي والمالي والسياسي  في محاولة إثارة الفتنة والسعي الدؤوب لإحداث الاقتتال الداخلي بين أخوة الدين والمذهب والوطن؛ ولابد من الإشارة إلى نجاح  قادة الطرفين في نزع فتيل الفتنة وتهدئة النفوس نوعا ما  بنهج سياسة نبذ العنف وتجريم وتحريم اراقة الدماء والحمد لله؛ والسعي الحثيث لاضفاء  الصبغة السياسية على الخلاف ؛ وتجلى ذلك بوضوح في خطابات زعيم التيار الصدري الأخيرة وقادة الإطار ايضا"؛ وهذا ما أثار حنق المتصيدين بالماء العكر وقطع الطريق  على  أمثال ازلام البعث المقبور سياسيا" وعملياتيا" والسائرين بركاب السفارة الأمريكية والبريطانية  وسفارات بعض دول الخليج  كادواة لتمرير مخططاتهم ومشاريعهم الخبيثة لإعاقة وعرقلة كل خطوة من شأنها تفضي لاستقرار العراق سياسيا".  وبعبارة أدق فأن صراع  حسم حرب الساحات بين الإطار والتيار لابد أن تكون له نهاية؛ وإلا فأن استخدام الشارع وزجه في اتون الصراعات السياسية لاتجدي نفعا" لكلا الزعامتين وعليهم ان يدركوا نقطتين مهمتين : الاولى: إذا كان معيار التفوق لطرف على آخر  الحسابات الرقمية والعددية لجمهور الطرفين؛ فأن أضعاف هذه الاعداد التي خرجت اليوم لازالت تترقب و تنتظر الإشارة  والايماءة  والكلمة الفصل من زوايا النجف الأشرف بعد أن آيست من استجابة السياسيين لدعواتهم في حل الأزمة السياسية عن طريق الحوار الأخوي الجاد؛ وهذه الجماهير المترقبة و المتوثبة  لن تتخلى عن ثوابتها الشرعية والوطنية ومواثيقها الشرفية القبلية والاجتماعية  في طاعة أوامر و إرشادات المرجعية الرشيدة مرجعية السيد السيستاني (أعلى الله مقامه)؛ وهذه الشريحة لايستهان بها عددا" وقوة وصلابة ولها  الثقل الأكبر في الضغط على طرفي الصراع؛ ومن يظن ان لاحول لها ولاقوة فهو واهم؛ ولنعتبر من دروس الماضي القريب فقد كان لها الثقل الأكبر في تشكل المنظومة الجهادية للحشد الشعبي والدور البارز في دعم المرجعية في صراعها مع أمريكا حول كتابة الدستور وارغام برايمر والإمم  المتحدة  على الانصياع لاوامر المرجعية ؛  والثقل البارز في حماية مدينة النجف من التدمير الشامل لمقدراتها البشرية والمادية وحماية العتبات المقدسة في أحداث عام ٢٠٠٤م  ثانيا": أن يأخذوا بنظر الاعتبار تفحص واختبار مواقف  شركاء الوطن؛ فمن يدعو ظاهرا" إلى الوحدة الوطنية والعراق  التعددي الفيدرالي ووحدة المكونات العراقية وحقوقها الدستورية من الكورد والسنة  ؛ لابد لزعامات  الشيعة  أن يتثبتوا ويتفحصوا بدقة  صدقية وجدية الكورد والسنة في  تلك الدعوى وتبرئة ساحتهم من الاتهامات المتكررة لهم بالسعي لشق وحدة الصف الشيعي وأفتعال  الازمات المتلاحقة ووضع العصي في عجلة تشكيل الحكومة المرتقبة من اجل مصالحهم الشخصية والحزبية؛ ولايظنوا ان نار الفتنة إن اشتعلت في بغداد ومدن الوسط والجنوب - لاسامح الله - ستنجى منها مدنهم وسكانها  ؛ ومن الغباء السياسي ان يركنوا إلى تبني سياسة الحياد المخادعة أو التمظهر بسياسة النأي بالنفس عن حلبة الصراع الشيعي الدائر والمحتدم  اليوم؛ ولابد ان يحددوا موقفهم وبكل وضوح؛ فعجلة الصراع ان تمددت  اكثر واكثر فستطحن كل مكتسباتهم ومشاريعهم وستأكل النار الأخضر واليابس 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك