مازن الولائي ||
ككل عام وفي مثل هذا الوقت نذهب للتسوق لأجل تقديم الخدمة لزائري أبي عبد الله الحسين عليه السلام، والمعتاد الذهاب إلى سوق الجملة من أجل توفير بعض الفرق في المصروف، لأنه في الغالب يكون سوق الجملة أرخص من المفرد..
وهناك وبعد دخولي السوق بدأت مشاعري تقدم قائمة الأمنيات، وتهمس لعقلي الذي فر من إرتفاع الأسعار، وهي - مشاعري - تقدم قناعاتها لا تشتري فنجان الشاي رقيق الورق فهو قد يؤذي يد الزائر، ولا تشتري الماعون الخفيف لأنه قد يعذب الزائر لأنه قد ينثني، ولا تشتري سفرة الأكل التي يوضع عليها الأكل نوعية غير جميلة واشتري تلك التي ألوانها جذابة وتفتح النفس، حوار بين مشاعري وعقلي أسمعه وأنا تغمرني الفرحة، ويشدني حديثهما الرائع وهما يريدان ما يسر قلب الزائر الذي كرامته من كرامه أبي عبد الله الحسين عليه السلام.
وكل لحظة تقدم طلب كأنها قصاصات ورق هناك من يرسلها على عجل، تقول لا تنسى الأكياس فقد يحتاج بعض الزائرين أكياس لحاجياتهم، صغيرة وكبيرة، وذات الأمر حصل مع تسوق المواد الغذائية، فعندما بدأ يشرح البائع ما موجود عنده من نوعيات رز وكل واحدة ومواصفاتها، تعترض وتقول دع الرخيص واجلب الرز ذي الرائحة الزكية والحبة الطويلة فهو الذ بالمذاق واسهل على المعدة، وهكذا فعل الإحساس بنا حتى فاق السعر كل مخيلة العقل الذي رام الإقتصاد في مهمة التبضع.. أننا أسرى العشق ولا نملك دفعات غير القبول طائعين والقلوب تتمنى يدا منفقة لا حساب ورائها أو أغلال تقيد صرفها.
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..