المقالات

الحسين"سـيـد الحـضـور، فأكْرِموا ضيوفه..


كوثر العزاوي ||

 

أيام معدودات وسيرى الـعـالم أجـمـع كيف أنّ زكيَّ الدم الذي نـزفَ مـنذ ٦٠ هجرية قد أثمر وأحيا  أمّـة مـن جديد ، فترى اجتماع الناس مـن كل حدب وصوب، من كلّ بقاع العالم شرقًا وغربا، ومن غير حاجة لنداء يستنهضهم ومن غير صـوت يناديهم ، وعند جامع القلوب تحتشد الملايين طائفة حول كعبة العشق، فكأنّما الخلود طفح في القلوب والارواح وقد أصَّلَ تاريخ الثورة الحسينية!! إذ سيقف الوجود خاشعًا أمام عظمة تفاني إمامهِ، وفي كلّ عام حلّة جديدة بمختلف الفعاليات والنشاطات من مجالـس وتجمعات صانت وجود القضية الحسينية التي ببقائها بقيَ الدين وحُفظت الصلاة وارتقت نفوس واستبصرت عقول، وكثيرٌ ركَبَ السفينة واهتدى بنور الحسين "عليه السلام" 

وتلك الأيام الآتية من عمق التاريخ، ستثبتُ ذروة العشق في كربلاء، حيث اجتماع القلوب، وتألق لُحمة الأخوّة في كل بقعة وشارع وزقاق وبيت وجامع وبستان والأبواب مشرّعة{ كلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُون} حيث لافرق بين أعجميّ وعربيّ إلّا بالتقوى، وثمّة صوت يأتي عبر أثير الملكوت ليُسمِع العالَم ترتيلة الدعاء على لسان الصادق من آل محمد "عليه السلام" وهو يدعو لزوّار أبي عبد الله الحسين "عليه السلام" ويعدّد صفات الزائرين الذين نالوا شرف ثنائِه عليهم ودعاءهُ لهم ويالهُ من مغنم، حيث يناجي:

{يا مَن خَصَّنا بالكرامة، ووَعَدَنا الشفاعة، اغفِرْ لي ولإخواني، وزُوّارِ قبرِ أبي، الحسين بن علي، "صلوات الله عليهما"، الذين أنفقوا أموالَهم، وأشخصوا أبدانهم، رغبةً في بِرِّنا، ورجاءً لِما عندَك في صِلتِنا، وسُرورًا أدخَلوهُ على نبيِّك محمّدٍ "صلّى الله عليه وآله"، وإجابةً منهم لأمرنا، وغَيظًا أدخَلُوه على عدوِّنا، أرادوا به رِضوانَك، فكافِئْهم عنّا بالرضوان.

اللّهمّ إنّ أعداءَنا عابُوا عليهم خروجَهم، فلم يَنْهَهُم ذلك عن النهوض والشخوص إلينا، خلافًا عليهم، فارحَمْ تلك الوجوه التي غَيّرتْها الشمس، وارحَمْ تلك الخُدودَ التي تَقلّبَت على قبرِ أبي عبدالله "عليه السلام" وارحَمْ تلك الأعيُنَ التي جَرَت دموعُها رحمة لنا، وارحَمْ تلك القلوبَ التي جَزِعت واحتَرقَت لنا، وارحَمْ تلك الصرخةَ التي كانت 

غيظًا أدخلوه على عدوّنا، أرادوا بذلك رضوانك} كتاب ثواب الأعمال للشيخ الصدوق.

وفي ظل هذا الدعاء المبارك يتبيّن أنّ ذلك الغيظ الذي يُشعِله الشيعة في نفوس أعداء آل محمد باحتشادهم ، فهو ناشئ عن خوف العدوّ إزاء ما تُضفيهِ هذه الشعائر من قوة على الشيعة والتشيّع لأهل البيت"عليهم السلام" وبالتالي فهو -العدو- يلجأ للتشنيع كسلاح في مواجهة هذا الزخم الجارف القويّ، ليحاول إلحاق الهزيمة النفسية بالشيعة، ويُفقدهم الثقة فيما يقومون به مما لا يصبّ في  مصلحته بل يغيظه ويؤرقه، ماجعل عجزه يدفعه خائفًا متوجسًا، فيلجأ الى استهدافات وحشية متنوعة اتجاه مَواقع إحياء الشعائر ومواطِنها وكل ما يدلّ عليها أو يمتّ لها بصلة، وعليه: ينبغي على كل الشيعة توحيد الصف والحفاظ على زوار ابي عبدالله الحسين"عليه السلام" وإكرامهم والدعاء لهم على وجه الخصوص الوافدين من أقطار البلدان الإسلامية فهم ضيوف آل محمد قبل أهل الديار، ودعاء الإمام الصادق المطلق غير المقيّد، لَهوَ شاهد ودليل دافع ليجعلَ منّا مصداقًا يسرّ الإمام الصادق وابنهم الراعي لهذه الأمة القائم الحجة" عجل الله فرجه الشريف"  

{وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ}

المطففين۲٦.

 

٢٧-محرم ١٤٤٤هج

٢٦-٨-٢٠٢٢م

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك