مازن الولائي ||
أن خلو صحنك من ضجيج المسبحين، وآهات الموجوعين والمقهورين، وسجود الراجين، وأصوات الداخلين عليك بعد قطع شاسع المسافات وتحمل عناء الطريق وبذل الحال والمال، هذا الفضاء الفارغ هو الذي نعبر عنه في زيارة عاشوراء 《 وَهذا يَوْمٌ فَرِحَتْ بِهِ آلُ زِيادٍ وَآلُ مَرْوانَ 》 اليوم الذي جعل صحنك وقطعة الجنة على الأرض لا زائر فيه في ذروة الصباح وتنفس الأرواح من عبير قدسك والجلال! منظر يدمي قلب كل مؤمن عرف قدركم غيور، ونوع استطلاع يدمي ضمير العاشق العارف مجريات الأمور ومن يقف من الاستكبار خلف منظر صحنك الموحش وكأنه عرصة الطف يوم كنت تنادي إلا من مغيث يغيثنا؟! إلا من ذاب فيذب عنا؟! ولكنها ليس نجدة السلاح ولا فزعة الأجساد وإنما وهثبة البصيرة التي تمنع حدوث هذا اليوم الذي سر قلوب الأعداء والوهابية والبعث ومثل صحن جنة الحسين في اربعينيته لا بشر فيها، كم نجح الإعلام الأموي والوهابي من بعضنا حتى يرى هذه الصورة المعبرة عن نجاح المخطط، ونفاذ سهمه ذي الثلاث شعب المسموم والموجه إلى مثل زيارة الأربعين عظيمة الشأن وعميقة الأهداف!
اليوم تبين أن الطف لم تربي كل الشيعة على نهج كلمة جامعة مانعة تمنع التصادم الشيعي الشيعي في ما لو ركنت الأرواح إلى منطقها والمفهوم 《 سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَكُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ وَوَلِيٌّ لِمَنْ وَالاكُمْ وَعَدُوٌّ لِمَنْ عَادَاكُمْ فَأَسْأَلُ اللهَ الَّذِي أَكْرَمَنِي بِمَعْرِفَتِكُمْ وَمَعْرِفَةِ أَوْلِيائِكُمْ وَرَزَقَنِي الْبَرَاءَةَ مِنْ أَعْدَائِكُمْ 》، نعم "البراءة" من وعود الأعداء وتصديق ما يقولوه زورا، وبهتانا، وخديعة من أجل القضاء على كل ضجيج يحسب بمعنى من المعاني للحسين عليه السلام.
اشهد أن هذا المنظر قد أثلج قلوب كانت تقطر سما على توحدنا ووقوفنا عقائديا إخوة متحابين خلف قادتنا، حتى احدثوا بسوء بصيرتنا وضعف تديننا فحدث ما يريدون وسجل في سجل الصراع نصر لهم ونكبة لنا، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..