هشام عبد القادر ||
يعجز العالم كله وكل الأنظمة وبلاطـ الحكام وكل الجيوش العسكرية وكل التنظيمات المدنية والعسكرية أن تسير الناس طوعا وشوقا ومحبة مثلما زيارة الأربعين لا يستطيع أحد بالوجود أن يجمع البشرية طوعا مثلما زيارة الأربعين التي يسيرها العشق الحسيني مدى الأزمان والعصور ....
زيارة الأربعين مذكورة في كل الكتب السماوية تداولتها المنصفين من المسيحين كمثل الكاتبة المسيحية إيزابيل بنيامين ماما آشوري في كتابات الميزان. وهي دائمة تكتب بكل إنصاف وببحث ودقة وكل كتاباتها تدور حول آهل بيت النبوة عليهم السلام وبالذات كربلاء المقدسة. كربلاء هي بوصلة العشق والجاذبية وبوابة الطهر والحرية ونسيم الجنة وباب الوصول والوصال لمعدن الحقيقة ورمز السلام والإسلام وبوصلة المعرفة والعرفان وطريق الجنة والسعادة الابدية والخلود والحياة والبقاء والفناء بالذات الأحدية ونور مشرق لا ينطفئ واركان الوحدة للإنسانية والبشرية ...
نعم زيارة الأربعين تنظيم من السماء وخدام من الأرض ...فخدام الزائرين يتبركون بالزائرين وبنعالهم وبالتراب التي يمشون عليها وغبار الزائرين ويقدمون الأطعمة والشراب بدون مقابل وإنما المقابل هو رضا ابا عبد الله الحسين عليه السلام ....
قلوب ملايين البشر قلوبهم تهوى وافئدتهم تسعى إلى مقام ابا عبد الله الحسين عليه السلام إنه سيد شباب آهل الجنة يستقبل ضيوفه وهم ضيوف الرحمن حقا وعدلا وصدقا ...
لا احد يستطيع أن يقف أمام هذه الحشود التي تسعى مشاية حافية الأقدام من مسافات بعيدة وتطلب الرجا والمغفرة والرحمة متوسلة بالنبي الكريم واهل بيته الأطهار وهذه النعمة هي من الله جعلها للأمة بإن تدخل من باب الجهاد والعشق للشهادة الحسينية الخالدة ...
نسأل الله أن يتقبلنا أن نكون من زوار وخدام الإمام الحسين عليه السلام وممن رضيت عنهم مولاتنا فاطمة الزهراء عليها السلام ورضيت عنا زينب عليها السلام وندخل برحمة الله من آهل الشفاعة نتشفع ونشفع بإذن الله...ونكون من الشهداء الأبرار في سبيل ابا عبد الله الحسين عليه السلام الذي هو حقا سبيل الله الواضح الذي لا شك فيه يبعث لنا الحياة في كل عام وفي كل عصر..
وفي كل يوم وفي كل أرض..
وفي القلوب وجوده حي يحيي القلوب بهذه النظرة التي تذهل العالم بيوم المحشر ..
والحمد لله رب العالمين
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha