د. إسماعيل النجار ||
من مضيق هَرمز إلى باب المندب فالعراق وسوريا ولبنان تُعيد قِوَى مِحوَر المقاومة ترتيب صفوفها وتنفض الغبار سنوانٍ عِجاف وعن مقعد حماس في دمشق وتضع للضفة الغربية كرسي إضافي لتشغله قوىَ الإنتفاضة الشريفة المسلحة ولتجتمع فلسطين كل فلسطين مع محبيها الحقيقيين وأهلها الأصليين،
بينما إيران تخرجُ من طوقها نحو نصف سكان العالم لتصافح أيادٍ بيضاء إمتدت إليها طالبةً التعاون الإقتصادي والتطبيع الثقافي من أجل صنع عالم جديد أكثر عدالة وأكثر حرية وإحترام،
بينما الجزر على المقلب الآخر يتزايد والهيبة الأميركية الصهيونية تتآكل والكيان الغاصب يتخبط وكأنه يلفظُ أنفاسه الأخيرة بين فَكَّي كماشة المقاومة في الداخل وعلى أرض الجنوب اللبناني ومنطقة الجولان السوري المُحرَر،
أما سوريا الحبيبة اليوم بدأت تتعافىَ، وأنقرة تُهروِل بإتجاهها على وقع الضربات الروسية للنازيين الجُدُد في أوكرانيا مستعجلَةً حجز مقعد لها بين اطراف القوَىَ الصاعدة والمُتمَرِّدة على الهيمنة الأميركية وأُحادية القطب الذي بدءَ يتلاشىَ، ولكي لا يُأكلُ أردوغان من المعارضة الداخلية كما أُكِلَ الثور الأبيض، جاءَ في أكبر عملية إلتفاف أردوغانية على معارضيه،
لبنان أيضاً ذاهبٌ إلى ترتيب البيت الداخلي قبل الإستحقاق الرئاسي الذي يخبئ لنا مفاجئات إذا ما تمَ تشكيل حكومة في أقرب وقت ممكن،
وعلى الصعيد الصهيوني إسرائيل بدأت فعلياً إعادة التدقيق في حساباتها على وقع خطاب الأمين العام لحزب الله الأخير الذي أكدَ فيه مجدداً على الثوابت وقال أن العين والصواريخ على كاريش، وأن التهديد لا زالَ قائماً إذا ما أخطئت تل أبيب في حساباتها هذه المرة، وخصوصاً أن الأصوات بدأت ترتفع داخل الكيان من أجل التنازل وإبرام إتفاق مع لبنان من دون الإنجرار إلى ساحة المواجهة مع المقاومة التي تنتظر إشارة من أصبع سماحة السيد حسن نصرالله لتشتعل،
البوصلة السياسية الداخلية تشير إلى قصر بعبدا حيث سيتوجه ميقاتي بشكلٍ مستقيم من دون أيَّة مناورات أو حسابات شخصية سياسية خارجية، وأيضاً هناك مؤشر يدل على كسر عنجهية الرافضين للهبة الإيرانية التي ستجر خلفها هبات وعطايا كثيرة مباركة،
بالإضافة إلى الإستحقاق الرئاسي الذي بدأت واشنطن بتحريك ذيولها من أجل التأثير فيه على أي إسم مؤيد للمقاومة،
أميركياً لا زالت واشنطن تنتقل من خطة (أ) إلى خطة (ب) ويُتبع....
من أجل تخريب أي إتفاق روسي تركي سوري إيراني في سوريا وهي تلملم أخشابها المتناثرة المحروقة من دواعش البلاد وتلقي بهم في صحراء العراق وسوريا لخلق مبرر لبقائها على الأرض السورية بحجة محاربة الإرهاب الذي هو بالأصل صنيعتها وربيبها،
بكل الأحوال أميركا فشلت في كل مخططاتها ومشاريعها، وإيران كسرت الطوق وأصبحت حُرَّة،
واليمنيون الذين هاجمتهم أميركا والسعودية والإمارات وإسرائيل ومعهم خمسة عشرة دولة أخرىَ منذ أكثر من سبع سنوات رسموا خريطة البر والبحر بدماء رجالهم، وضموا باب المندب إلى ممتلكات محور المقاومة وهزموا أكبر القِوَىَ العاتية التي تملك المال والجغرافيا والسلاح، وفرضوا هيبتهم وازدادت قوتهم وأصبَح اليمن اليوم مقرراً في ساحات السياسة والجهاد، متحالفاً متآخياً مع إخوتهِ في دوَل المِحوَر معلناً إستعداده القتال بوجه إسرائيل وإرسال المقاتلين إلى سوريا ولبنان، واستئناف الحرب ضد قوىَ العدوان إذا ما خرجوا من بلادهم صاغرين وإذا لم يتعهدوا بعدم التدخل في شؤونهم السياسية،
هذا هو محور المقاومة في تمدد دائم في مقابل جزرٍ دائم لقوىَ محوَر الشيطان الأكبر وأن غداً لناظرهِ قريب.
بيروت في..
19/9/2022
https://telegram.me/buratha