إياد الإمارة ||
مَن يعتقد بأن الحرب العالمية الثالثة لم تقع فعلاً بعد وإنها ستقع بعد حين فهو -بحسب تصوري- لا يراقب واقع الصراع العالمي الدائر بين معسكرين منذ ما قبل الحرب الباردة مروراً بتفكك الإتحاد السوفيتي وإلى يومنا هذا..
حرب عالمية ثالثة مستعرة خشنة وناعمة لا تزال قائمة بين معسكرين.
التصعيد الأخير بين روسيا والغرب وتفجير خط نقل الغاز الروسي "نورد ستريم" ليس مقدمة لإعلان حرب عالمية ثالثة معلنة منذ مدة طويلة، كما أن زج الإرهاب الوهابي التكفيري المدعوم صهيونياً في منطقتنا العربية والإسلامية ليس مقدمة لإعلان حرب عالمية ثالثة معلنة منذ مدة طويلة، هذه الحرب معلنة بُعيد نهايات الحرب العالمية الثانية تلك الحقيقة التي لا ندركها كما ينبغي لا سيما في هذه الظروف الحرجة بالذات.
أنا اعتقد جازماً إن الصراع العربي/ الإسلامي مع الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين جزء مهم من معركة مفتوحة ضمن الحرب العالمية الثالثة..
وعدم تقدير بعض الأنظمة أو الشعوب العربية والإسلامية لواقع هذه الحرب وتداعياتها لا يُلغي وجود هذه الحرب حتى في مناطق "السلام" الموهوم الذي أبرمت إتفاقياته أنظمة الذلة والمهانة..
حري بنا أن ننتبه إلى هذه الحرب العالمية الثالثة مبكراً..
ونحدد موقفنا منها ولا نصبح منطقة صراع تقاتل فوقها جيوش أطراف هذه الحرب..
حري بنا أن ندافع عن مصالحنا الخاصة التي قد تتقاطع مع مصالح أطراف هذه الحرب..
لنا هويتنا وخصوصيتنا، ونمتلك من عوامل القوة ما يمكننا من الدفاع عن مصالحنا..
الأنظمة العميلة والإرتماء بين أحضان أطراف الحرب لن يحمينا البتة.
جزء هذه الحرب في منطقتنا هو محاولات شق وحدة الصف الإسلامي عبر الترويج لثقافة الحدود والقوميات والإثنيات المختلفة في الوقت الذي ينبغي لنا فيه أن ندرك إننا من أمة الإسلام الواحدة.