المقالات

حينما تطير البطة الميتة ..!


سلمى الزيدي ||

 

عندما يغيب العقل ويخلد أصحاب الفكر إلى اليأس والاكتئاب، لا يبقى في واجهة الحفل إلا من لا يمتلكون إلا الأصفار، ومع ذلك تسيدوا المشهد، هم صفر في القدرة على الإبداع والتجديد، صفر في القدرة علي خلق مناخ صحي نعيش فيه، صفر في لغة الخطاب السياسي، صفر في لغة المعارضة..صفر..صفر..صفر..وها هو العراق يسيطر عليه الأدعياء في شتى المجالات، في زمن عنوانه الجهل والسرقة والتزوير..والنتيجة نجاح مجاني يحصل عليه اللصوص وأرباع الموهوبين... الكل يتاجر بالبلد ولا أحد يرى غير نفسه، حتى من يدعي النضال والثقافة، الشهرة من نصيب المهرجين والمتآمرين ولصوص الأفكار وحاملي المباخر والمجامر...عدتهم هي هي، عدة أمثالهم من سالف الزمان.. فساد وجهل وقلة إحساس وقلة ذوق، بيروقراطية وظلم وقهر، تلوث ورشوة وسرقة، قلب للحقائق وتنكيل بالبسطاء وقسوة على من لا ظهر له...

فغدى حال مشهدنا السياسي مثل حال مجلس إدارة إحدى شركات القطاع العام، لا أحد وصل لمقعده عن كفاءة واستحقاق، ولا نظام في طريقة إدارتها ولا خطة مستقبلية لها، ولا طموح للعاملين فيها سوى الحفاظ علي مقاعدهم، أما طرقاتها الضيقة فتمتلئ بالـ "سختچية" من آكلي العيش بالفهلوة والسرقة والسمسرة وتخليص المصالح ولي عنق القانون، شركة لا مكان فيها للشرفاء، ولا صوت يعلو فيها علي صوت الجهل، ولا قدرة لموظفيها علي حسن التعامل مع الناس،شركة تحقق خسائر تتزايد يوماً بعد يوم، وكلما ظهر فيها موظف يود أن يلفت النظر للخسائر، يتم نقله للأرشيف!!

  ثمة من ينصحون السلطان، وآخرين آخرون يسلطنون النصيحة!! فالذين ينصحون السلطان هم النوع الأول في كل شيء... في الدنيا والتاريخ... وفي الجنة إن شاء الله.. أما النوع الثاني وهم الذين يسلطنون النصيحة... أي ينافقونها {من التنافق، الذي هو التفسير المنطقي لعبارة التوافق!] على قدر أفعال السلطان خوفاً.. أو نفاقاً فهؤلاء ليس لهم مكان لا في التاريخ ولا حتى في مزابله...!

مرة خرج أحد السلاطين الجبابرة مع مجموعة من وزراءه المقربين في رحلة صيد، وإراد أن يثبت لهم كيف أنه يتقن الصيد... فجعل الوزراء يطلقون سهامهم قبله... وكلما خرج سهم من وزير أصاب بطة سمينة... إلا أنه وعندما جاء دور السلطان أطلق سهمه فطاش بعيداً وطارت البطة سعيدة بنجاتها.!!.. وهنا نظر الوزراء إلى بعضهم البعض ثم قالوا في نفس واحد:«سبحان الله... البطة تطير وهي ميتة»...!

منهج كثير من المنخرطين قي الحقل االسياسي العراقي، هو منهج الذين يمارسون «بيزنس إشعال الحرائق» يخدعون الشعب بارتدائهم زي رجال المطافيء، لكنهم يسكبون الوقود على النيران، مؤكدين أن هذه مواد للإطفاء!!

 

ــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك