سلمى الزيدي ||
المنهج الإسلامي في الحوار يؤكد على (أخلاقية خاصة للحوار). وفي أخلاقية الحوار يؤكّد المنهج الإسلامي على لغة الحوار..
لغة الحوار:
ومن الشروط الأساسية في لغة الحوار كما يؤكد المنهج القرآني:
أولاً: أن تكون لغةُ الحوارِ نظيفة، فلا يجوز أن يعتمد الحوار(لغة السب والتشهير والتسقيط) فالقرآن يشجب لغة السب حتى مع الكفار (ولا تَسُبُّوا الذين يَدْعونَ من دُونِ اللهِ، فَيسُبًُّوا اللهَ عَدْوًا بغير علم). ولغة السب تعبّر عن عجز وإفلاس كما تساهم في تأجيج الخلافات وتشنيج العلاقات، وبالتالي لا نستطيع أن نتعرف على الحقيقة. فالقرآن يشجب لغة السب ويؤكد على اعتماد (اللغة النظيفة) (وجادلهم بالتي هي أحسن) (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلاّ بالتي هي أحسن) وحينما يؤكد القرآن على (اللغة النظيفة) لا يعني هذا عدم (البراءة والرفض) للكفر والضلال والانحراف ومواجهة قوى الشر والفساد في الأرض.
ثانياً: أن تكون لغة الحوار لغة لينة. (فبما رحمةٍ من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لا نفضوا من حولك) (إذهبا إلى فرعون إنّه طغى وفقولا له قولاً ليناً...) فمن خلال (الكلمة اللينة) نستطيع أن نفتح القلوب، وبالتالي نفتح العقول ومن خلال الكلمة اللينة نخفف التشنجات ونعالج الأفكار في جو هادي. إن الجو المنفعل يعقّد الكثير من التفاهم والتحاور.
وهنا نؤكد مرة اخرى أنَّ اللغة اللينة هي لغة الحوار والدعوة، أما إذا كان الموقف هو المواجهة والصراع والتحدّى فلا بد من الكلمة القوية الشديدة التي تعبر عن (عنفوان) الإيمان، وصلابة العقيدة. وحتى في حالات الحوار والدعوة حينما يؤكد المنهج الإسلامي على (الكلمة اللينة) وفإنّما هو في طبيعة الألفاظ، وأمّا الأفكار والمضامين فيجب أن تكون قوية صلبة في الصياغة وفي الحجة والبرهان،وكذلك يجب أن لاتحمل أيّ لون من ألوان المساومة والتنازل.
ألواح طينية ، سلمى الزيدي، الحجة والبرهان،
ــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha