المقالات

النــاسُ والحجــارَة..!


سلمى الزيدي||

 

الساعة العــاشرة صباحــاً بتأريـخ الأَول من تشرين 2022 ، تنبأت روح بغداد وإهتَــز قلبــها بصوت إنفجارٍ قوي مدوي، هزَّ الاركــان وما هَزَّ الضمائر، فذهلت العقــول وشَخُصــَتْ الأَبصــار.

وبعد إكتشــاف السبب الحَقيــقي وراء هذه الكارثــة، كان إنهيارٌ عظيم فريدٌ من نوعهِ وغريب! كونه لم يحدث سابقاً في العراق، إنهيارٌ لمبنى خاص بمشفى طبي يتوسط العاصمة العراقية، هذا المشفى الذي من المفترض أن يقصدهُ العراقيين ليتعالجوا من أمراضهم ويلتمسون الشفاء، ولكن فساد بعض الحكوميين السياسيين وبعقد استثمارٍ سيء الصيت، تشوبهُ النقوصات في القوانين، لشركات استثمارية غير كفوءة، جعل من هذا المبنى أن يؤلف بين الناس والحجارة، ليحتضن الركــام أَطفالاً ونساءً، لا ذنب لهم لا من قريب ولا من بعــيد.

هرعت فرق الدفاع المدني للمكان لمساعدة من كتب الله لهم الحياة، وأما المواقف التي تحسب على الغيارى من الرجال، فهاهم وكعادتهم لكل أمر يحدث في البلاد، فزعت هندسة الحشد الشعبي بآلياتهم وأفرادهم وقاداتهم وجميــع إمكانياتهم وأقسامهم، لإنقاذ ضحايا الإنهيار الذين مازالوا عالقين بين الركام والحجارة، وما يزال العمل متواصل ليلاً ونهاراً، من أجل أبناء بلدهم..

من يتحمل هذه الكارثة وأخطاءها هي الشركة المنفذة، وهيئة الاستثمار لعدم متابعتها المشروع بدقة، وكذلك الوزارات المعنية لهذا المشروع، والنقطة الأهم هي تدقيق شهادات المهندسين الأجانب القادمين الى العراق مع الشركات الاستثمارية، واختبارهم قبل المباشرة والاشراف على أي عمل، وعدم تقديم المصلحة الخاصة على مصلحة البلد وأرواح أبناءه، ولكي لا تتكرر مثل هذه المأساة والفاجعة فيه مرة أخرى، يجب الوقوف بجدية من قبل المعنيين على محاسبة كل من شارك بهذه الصفقة مع هذه الشركة، نعزي أهالي الضحايا وندعو الله الشفاء العاجل للجرحى والفرج القريب للعالقين إلى الآن بين الركام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك