إياد الإمارة ||
هذا عجز بيت قاله الجواهري في قصيدة له يرثي أخاه الشهيد جعفر..
أتَعْلَمُ أمْ أنتَ لا تَعْلَمُ
بأنَّ جِراحَ الضحايا فمُ
فَمٌّ ليس كالمَدعي قولةً
وليس كآخَرَ يَسترحِمُ
يصيحُ على المُدْقِعينَ الجياع
أريقوا دماءكُمُ تُطعَموا
ويهْتِفُ بالنَّفَر المُهطِعين
أهينِوا لِئامكمُ تُكْرمَوا
ما أبلغ الجواهري في هذا البيت وما أدقه في التشخيص وهو يطرح مبدأ مهماً وقيمة سامية يجب أن تعيشها الشعوب الحية التي تريد أن تعيش حرة وعزيزة ومنيعة..
إن الجماعة أو الأمة التي يتسيدها ذووا العاهات وأصحاب السوابق السيئة "اللئام"، ويتصدر مشهدها التوافه الجهلة الذين لا نصيب لهم في معرفة أو أخلاق "اللئام"، هي أمة ضائعة ذليلة يمزقها الخلاف ويثقلها الجوع.
ومتى ما أَُلجم اللئيم وعُرّف قدره بأن لا ولاية له على الناس..
وإنه بجهله وجبنه وكرهه للناس..
لا يمكنه أن يكون مسؤولاً حتى عن نفسه، وليس له إلا ان يسكت فقط وفقط، فإن ذلك ادعى إلى الإستقرار والطمأنينة وراحة البال وسير الأمور بالمسار الطبيعي لها بعيداً عن التشنجات والتوترات وما يُنغص على الناس عيشها.
ما أحوجنا إلى هذا الفرز الدقيق بين الكريم واللئيم، بين العالم وبين الجاهل، بين الشجاع والجبان، بين ما ينفع الناس وبين ما يضرهم، بين ما يمكث في الأرض وبين الزبد الذي يذهب جفاء..
وإلا نحن في ضياع دائم والعياذ بالله.