مازن الولائي ||
العيش في الدنيا يشبه إلى حد ما غابة من الشجر اليابس والذي يبحث عن شرارة أو جمرة تؤجج بها النيران! فكل شيء فيها يجرنا إلى الخلاص من الشريعة والتملص من قانونها، الشيطان، ونفسي، والدنيا، والهوى، كيف الخلاص وكلهم أعدائي؟! وهي - الدنيا - التي طالما حذرنا منها جيش من الأنبياء والمرسلين والمعصومين عليهم السلام، كل حسب طريقته وشريعته، ويكفي حديث واحد فيها "حب الدنيا رأس كل خطيئة" وتلك الشجرة متفرعة الأغصان وكثيرة الأوراق والمغريات وهي عبارة عن نيران سريعة التنقل من حطام هش يابس إلى آخر حتى تكون عسيرة الإطفاء والاخماد، إلا من لجأ واستغاث بفرقة "التقوى" التي تحصن كل كيان الإنسان المحتمي بها أو الذي عشق العيش في آمانها، ومن هنا ورد فيها 《فَالْمُتَّقُونَ فِيهَا هُمْ أَهْلُ الْفَضَائِلِ مَنْطِقُهُمُ الصَّوَابُ وَمَلْبَسُهُمُ الِاقْتِصَادُ وَمَشْيُهُمُ التَّوَاضُعُ غَضُّوا أَبْصَارَهُمْ عَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَوَقَفُوا أَسْمَاعَهُمْ عَلَى الْعِلْمِ النَّافِعِ لَهُمْ نُزِّلَتْ أَنْفُسُهُمْ مِنْهُمْ فِي الْبَلَاءِ كَالَّتِي نُزِّلَتْ فِي الرَّخَاءِ وَلَوْ لَا الْأَجَلُ الَّذِي كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ لَمْ تَسْتَقِرَّ أَرْوَاحُهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ طَرْفَةَ عَيْنٍ شَوْقاً إِلَى الثَّوَابِ 》لولا ذلك الكهف الحصين ومعرفة قدره ولذة ما فيه من الطمأنينة لاحرقت نيران الشهوات والمغريات هذه الأرض كما هي تحترق اليوم في بقاع كثيرة ومنها أوروبا التي تنازلت عن الفطرة والدين والقيم التي هي رأس مال الإنسانية حتى من غير توجيه السماء.. ( الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ) ٣٢ .
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha