ماجد الشويلي ||
مركز أفق للدراسات والتحليل السياسي
يمتاز كل من الشهيد المجاهد الحاج قاسم سليماني (رض) ، والمناضل تشي جيفارا ، بأن كل منهما كان يحمل فكرا أممياً ، ونزعة وثابة لنصرة المستضعفين والثورة على المستكبرين .
لكن ثمة فوارق مهمة بينهما تتعلق بنظرتهما لمفهوم الأممية.
فمفهوم الأممية عند الشهيد قاسم سليماني يختلف كثيراً عن مفهوم الأمة عند المناضل تشي جيفارا. لأن الأخير ينظر للأمة من زاوية ماركسية بحتة بصيغتها الماوية ((الثورة تنبعث من بين الجبال والارياف لتصل بعدها الى المدن))
أي أنه يرى الامة هي ذلك المجتمع الكبير الذي يقوم أساس الاقتصاد الماركسي. وليس من سبيل لتحقيق هذا الحلم الكبير الا بالثورة والكفاح المسلح .
نعم هذا لايعني أن ليس بينهما قواسم مشتركة ، فكلاهما كان يكافح من أجل نصرة المستضعفين ودعم حركات التحرر بغض النظر عن خلفياتها العرقية.
وكلاهما كان يرمي بنفسه في لهوات الحرب والاقتتال دون اكتراث لاجل ذلك الهدف النبيل .
كلاهما كان متواضعا ميالا للفقراء عطوفا بهم .الا أن شهيدنا الغالي الحاج قاسم سليماني كانت له خصائص هامة ميزته عن تشي جيفارا بفهمه للأممية وللثورة
ونصرة المستضعين.
فالشهيد سليماني ابتدأ حركته الجهادية بالدفاع عن الثورة الاسلامية ، وانطلق نحو دعم حركات التحرر في جميع ارجاء العالم في وقت تطبق فيه الولايات المتحدة الامريكية قبضتها على النظام العالمي.
في حين كان العالم ينقسم الى معسكرين وقت كفاح جيفارا.
الشهيد قاسم سليماني لم يخطط ولم يشارك في اي محاولة لقلب نظام الحكم لبلد ما . ولم يكن يرى ان الثورة المسلحة، هي السبيل الوحيد لخلاص الشعوب المقهورة من ربق الهيمنة والاستكبار العالمي.
نعم كان يدعم بالسلاح تلك الشعوب التي يعتدى عليها بالسلاح كالشعب اللبناني ،والفلسطيني ،والبوسني ،العراقي والسوري واليمني.
كان الشهيد سليماني يؤمن أن الأمة متحققة لدى شعوبنا الاسلامية . الا انها تعاني من الهيمنة الاستكبارية. ولم يكن يرى ان الحل في العامل الاقتصادي وتوحيد العالم وفق ايدلوجية واحدة كما كان يعتقد جيفارا ب(الماركسية)
حركة الشهيد سليماني كانت تقوم على أساس نصرة المظلومين والمستضعفين
بكل سبيل ، وليس بالضرورة ان تكون عبر الاقتتال وحرب العصابات.
جيفارا كان يقاوم الراسمالية التي تحاول الولايات المتحدة الامريكية ان تفرضها على العالم من خلال محاولة فرض الاشتراكية على العالم.
الشهيد سليماني كان يمازج بين الدعم والاسناد الثقافي والدعم العسكري في الميادين التي تتطلب ذلك.
فالاممية عنده هي أن تعيش الشعوب بكرامة محافظة على خصوصياتها دون أن تفرض عليها أيدلوجية محددة او تمارس عليها الوصاية باختيار الفلسفة الاقتصادية التي تحكمها.
الاممية لديه هي ان الشعوب تجمعها الانسانية قبل ان يجمعها الاقتصاد او الثورة.
اما الثورة فلا يمكن فرضها على الشعوب.
ولا تعني النصرة للشعوب المضطهدة التدخل في شؤونها وفرض نظام سياسي عليها. وانما اعانتهم بالقدر والشكل الذي يرتأوون.
الثورة عند الشهيد سليماني منظومة قيم واخلاق ومعرفة وليست مجرد انتقام من الظالم او السعي لازاحته فحسب.
لم يكن ليحرض شعبا على ان يثور بوجه حكامه . لكن ما أن ينهض شعب من تلك الشعوب ويتم قمعه حتى يمد له العون حتما .
كان شهيدنا الغالي يعلم ان زوال اسرائيل من شأنه ان يسهم مساهمة كبيرة في تقريب الشعوب ودول المنطقة الى بعضها البعض . لذا جعل تحرير فلسطين نصب عينيه ، رغم التعقيدات المهولة التي تعترض هذا الدعم والاسناد وكلفته الباهضة عليه وعلى شعبه ودولته (ايران) الا انه لم يتوانى لحظة عن دعم فلسطين وشعبها الصابر المحتسب.
اما تشي جيفارا فرغم انه كان داعما للقضية الفلسطينية الا انها لم تكن القضية المركزية لديه مع كونها اكبر ظلامة دولية في تاريخنا المعاصر .
كان الشهيد سليماني واقعيا ولم يكن طوباوياً ليحلم باجتماع الامم على اختلاف مشاربها في نظام اقتصادي وسياسي واحد بقدر ما كان ذو همة عالية وعزم صلب في سبيل أن تنال الشعوب حقها في تقرير المصير.
كان مؤمنا عابدا متواضعا
وكان يتحرك بايقاع من قيادته الربانية المتمثلة بالامام الخامنئي (حفظه الله)
وكان مؤمنا بهذه القيادة بشكل روحاني كبير . بينما كان جيفارا منقادا لفكره فحسب ، متمردا على كل رمزية من حوله .
افشل سليماني مخططات وستراتيجيات كبرى
كالشرق الاوسط الجديد وصفقة القرن
وغيرها.
ساهم مساهمة فعالة في تحرير الجنوب اللبناني.
افشل مشروع داعش الارهابي في سوريا والعراق.
ساهم في تعزيز صمود الشعب اليمني الابي.
ساند الشعب البحريني في ثورته العادلة.
اصبح يمثل قلقا كبيرا لاكبر دولة في العالم هي الولايات المتحدة الامريكية
حتى اضطروا لاغتياله وكان يقول ترامب المجرم بحسب زعمه ((ان العالم سيصبح بعد مقتل الجنرال سليماني اكثر امنا))
لان قاسم سليماني امميا بفكره وجهاده
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha