مازن الولائي ||
ياسر ابن الحاج قمري لم يحالفه الحظ ليكمل دراسته بعد عجز والده الذي كان يعمل في زراعة الورود حيث تعرض إلى مرض اقعده عن العمل، ولم تكن وقتها الظروف سهلة لإكمال مشواره الجامعي الذي قضى عمره يحلم به، فمال إلى مهنة والده وهو يتعّرف كل يوم على صنف من صنوف الورد الجميل، سارة من ضمن بنات المدينة التي تحتظنها الجبال وسهول الورد وهي من عائلة ثرية قياسا بحال ياسر المزارع الذي توقفت أحلامه واجبرته التضحية على ترك التقديم على الجماعة حتى تكمل أخته التي سبقته في الجامعة وتوقفت المصاريف التي كان يؤمنها الوالد، ياسر ذات الصيت الحسن والشغف الحسيني لا أحد يعرف سره، غير ركنه الدائم في حسينية الشهيد روائي التي تعتبر من اعرق الحسينيات التي تقام بها المراثي الحسينية، لأنها كانت وقت الحرب العراقية الايرانية المفروضة هي التي تقام بها حملات تفويج المجاهدين إلى الجبهة، وياسر جدا متأثر فيها وكل يوم عند صلاة المغرب يقطف من بستانه أو محل الورود قبضة من الزهور ليزين بها منبرها وبعض نوافذ الحسينية.. سارة طريقها على محل ياسر الذي يفتح أبوابه عصرا وفي الصباح يكون في مزارع الورد .. يراها دون النظر لها لأنه يعي حرمة النظر ويعرف قيمة غض البصر..
جار ياسر رجل كبير من رواد تلك الحسينية الروحانية ويعرف ياسر، وعند مرور تلك البنت المحجبة والتي تمشي على حياء ووقار فهي بنت الحاج أزهري المعروف بأخلاقه وولائه وعشقه ..
يوما قال هذا الحاج الى ياسر ولدي ياسر لماذا لا تتزوج؟! تبسم ياسر وقال الوقت لم يحن بعد! قال ومتى ممكن أن يحين هل عندما يتقدم من يخطب سارة!!! قال ياسر أي سارة؟! وهو مصدوم! قال سارة التي كنت كل يوم تهرب من محلك إلى خلف منها! غرق خجلا وتعرق جبينه وهو بكل دفاعه ونفي التهمة عنه يقول نعم هي حلمي لأنها من يتفق برج عقيدتي معها، قال يا عم حتى لو ما تقوله صحيح فمن انا وانا لا أملك مهرها على الأقل؟!
قال الحاج بلا انت تملك مهرها وقد قدمت لها أعظم مهر وأنا أخبرت والدها.. بتعجب ودهشة أي مهر وعن ماذا تتكلم؟! قال مهرها هو غض البصر وحرصك على النظر لها بعيون الشريعة، ام تحسب أني كهل ورجل شاب شعر رأسي وما علمت أني اعرف حتى قنوت روحك وانت تدعو لها لتكون من الأسر السعيدة وأن يوفقها الله بشاب شهم يعرف قيمة حجابها وياسر مصدوم والدموع تفضحه حتى جلس ووضع يده الى صداغه لا يعرف ما يقول! حمد الله سبحانه وتعالى على نعمة مهر الحلال دون رصيد المال والوجاهات..
منا منا ياسر أو يرغب أن يكون؟!
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha