المقالات

لا أملك مهرها..!

1478 2022-12-20

مازن الولائي ||

 

ياسر ابن الحاج قمري لم يحالفه الحظ ليكمل دراسته بعد عجز والده الذي كان يعمل في زراعة الورود حيث تعرض إلى مرض اقعده عن العمل، ولم تكن وقتها الظروف سهلة لإكمال مشواره الجامعي الذي قضى عمره يحلم به، فمال إلى مهنة والده وهو يتعّرف كل يوم على صنف من صنوف الورد الجميل، سارة من ضمن بنات المدينة التي تحتظنها الجبال وسهول الورد وهي من عائلة ثرية قياسا بحال ياسر المزارع الذي توقفت أحلامه واجبرته التضحية على ترك التقديم على الجماعة حتى تكمل أخته التي سبقته في الجامعة وتوقفت المصاريف التي كان يؤمنها الوالد، ياسر ذات الصيت الحسن والشغف الحسيني لا أحد يعرف سره، غير ركنه الدائم في حسينية الشهيد روائي التي تعتبر من اعرق الحسينيات التي تقام بها المراثي الحسينية، لأنها كانت وقت الحرب العراقية الايرانية المفروضة هي التي تقام بها حملات تفويج المجاهدين إلى الجبهة، وياسر جدا متأثر فيها وكل يوم عند صلاة المغرب يقطف من بستانه أو محل الورود قبضة من الزهور ليزين بها منبرها وبعض نوافذ الحسينية.. سارة طريقها على محل ياسر الذي يفتح أبوابه عصرا وفي الصباح يكون في مزارع الورد .. يراها دون النظر لها لأنه يعي حرمة النظر ويعرف قيمة غض البصر..

جار ياسر رجل كبير من رواد تلك الحسينية الروحانية ويعرف ياسر، وعند مرور تلك البنت المحجبة والتي تمشي على حياء ووقار فهي بنت الحاج أزهري المعروف بأخلاقه وولائه وعشقه ..

يوما قال هذا الحاج الى ياسر ولدي ياسر لماذا لا تتزوج؟! تبسم ياسر وقال الوقت لم يحن بعد! قال ومتى ممكن أن يحين هل عندما يتقدم من يخطب سارة!!! قال ياسر أي سارة؟! وهو مصدوم! قال سارة التي كنت كل يوم تهرب من محلك إلى خلف منها! غرق خجلا وتعرق جبينه وهو بكل دفاعه ونفي التهمة عنه يقول نعم هي حلمي لأنها من يتفق برج عقيدتي معها، قال يا عم حتى لو ما تقوله صحيح فمن انا وانا لا أملك مهرها على الأقل؟!

قال الحاج بلا انت تملك مهرها وقد قدمت لها أعظم مهر وأنا أخبرت والدها.. بتعجب ودهشة أي مهر وعن ماذا تتكلم؟! قال مهرها هو غض البصر وحرصك على النظر لها بعيون الشريعة، ام تحسب أني كهل ورجل شاب شعر رأسي وما علمت أني اعرف حتى قنوت روحك وانت تدعو لها لتكون من الأسر السعيدة وأن يوفقها الله بشاب شهم يعرف قيمة حجابها وياسر مصدوم والدموع تفضحه حتى جلس ووضع يده الى صداغه لا يعرف ما يقول! حمد الله سبحانه وتعالى على نعمة مهر الحلال دون رصيد المال والوجاهات..

 

منا منا ياسر أو يرغب أن يكون؟!

 

"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين  يُسَدَّد على دولة الفقيه"

مقال آخر دمتم بنصر ..

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك