حسين احمد الحسيني ||
يقول الإمام الخامنئي:
لن تنجح أي فكرة، ولا فكر متقن في الإنتشار، ولن يجري الاعتقاد بها لدى العموم، من دون التبيين، والتبيين البليغ.
يُعرّف السيد خامنئي حياته الجهادية من خلال خاصيتين هما "المقاومة" و"التبيين" ويقول: "المواجهة التي تفتقر إلى عنصر التوضيح تقود إلى الرجعية"، مضيفاً أن "التوضيح الذي يفتقر إلى عنصر المواجهة يقود إلى الجفاف والقحط الروحي".
ويعتبر التبيين من أهم أساليب وسبل حركة الثورة الإسلامية. إذ "في النضالات الإسلامية، التبيين مهم للغاية كان عمل الثورة الإسلامية من الأساس قائماً على التبيين والتنوير والتعبير المنطقي والمستدل "،
بينما "الفكر الماركسي في ذلك الوقت لم يكن يعتقد بالتبيين؛ كانوا يقولون "إن النضال سُنّة وسوف يتحقق، سواء قلتم أو لم تقولوا".
لذلك، "كانت مسألة التبيين إحدى الاستراتيجيات الأساسية لعمل الثورة الإسلامية منذ البداية"،
وعلى هذا الأساس أيضاً انتشر الفكر الثوري:
بالتأكيد لن تنجح أي فكرة ولا فكر متقن في الإنتشار ولن يجري الاعتقاد بها لدى العموم، بدون التبيين والتبيين البليغ".كذلك تعتبر ذكرى عاشوراء والأربعين وكل المناسبات الإسلامية فرصة للتبيين.
فإذا كانت عاشوراء تمثل قمة الجهاد المترافق مع التضحية بالروح، فإن ذكرى أربعين الإمام الحسين (عليه السلام ) هي "قمة الجهاد المترافق مع التبيين والمترافق مع الشرح والتوضيح".
لو لم تقم زينب الكبرى والإمام السجاد عليهما السلام طوال أيام الأسر من عصر عاشوراء أو الأيام التي تلتها في الكوفة وطرق الشام ثم في العودة إلى كربلاء والزيارة، أو خلال الرجوع إلى المدينة ثم طوال السنوات المتمادية...
فلو لم يجاهدا، ولم يقولا الحق، ولم يظهرا الحقائق ولم يوضحا هدف الحسين بن علي وظلم الأعداء، لما كانت حادثة عاشوراء حية ومتقدة إلى اليوم".
كذلك في حرب صفين "التي بقيت لشهور لم يكن أمير المؤمنين يواجه فيها الكفار. فالجبهة التي وقفت بوجهه كان رجالها يقيمون الصلاة ويقرأون القراَن. وقد أطلقت إشاعات كثيرة منها: لماذا نحن نحارب؟ وما الفائدة من ذلك؟.. هنا كان أصحاب أمير المؤمنين الخواص والخلص يتقدمون لحل المشكلة، ومن بين أولئك عمار بن ياسر الذي كان يأخذ على عاتقه أعقد المهمات. وهنا تكمن أهمية الشخصيات الجهادية الفكرية ذات البصيرة التي تحيط بالقائد أو الرئيس".
فالمعركة اليوم هي بين حضارتين " حضارة السماء والدين الاسلامي المحمدي، وحضارة إبليس والأستكبار والغرب والشرك "
وفي خضم هذهِ المعركة وجه سماحة ولي الاسلام الامام الخامنئي (دام ظله) الى كل مسلم سني او شيعي فتوى جهاد التبيين، وهيَ فتوى قطعية فورية واضحه على كل المسلمين
فعندما سقطت الموصل وتكريت والانبار وكاد ان يتقدم تنظيم داعش الى بغداد وكربلاء والنجف إصدر السيد علي السيستاني فتوى جهادية للدفاع عن المقدسات والاعراض ..
فالخطر اذا توجه الى الاسلام فالفقية يتصدى ويتحمل الدماء والشهداء من اجل الاسلام والوطن .. كذلك في المعركة الثقافية، فاليوم هناك خطر على ديننا وافكارنا في العراق والعالم الاسلامي ، فالعدو الان يوجه الخطر بالافلام والسينما ومنظمات المجتمع المدني والمؤثرين السلبيين والاباحية والمثلية وغيرها التي يستخدمها العدو، وهنا اصبح الجهاد ليس جغرافياً للدفاع عن الوطن فحسب ، وانما جهاد عقل وقلب وإرادة، وهنا تصدى المرجع الفقية وأفتى بجهاد البيان " يعني سلاحك هو تبيينك, قلمك, هاشتاكك, الموبايل اصبح سلاحا، وهي كفتوى السيد السيستاني في هذه الساحة، فالواجب إصبح عينيا على الجميع ..
وربما اليوم الخطر اقوى من خطر داعش، لأن العدو يقتحم الافكار ويجعل من صناع المحتوى السفهاء مقدسين وبالمقابل يسفه كل مقدس
فعندما كان الخطر في الموصل والصقلاوية وبيجي وغيرها من المناطق ذهبنا للدفاع عن الوطن والعرض في هذه المناطق ..
كذلك في الساحة يجب إن نراقب العدو، ونرى من يضرب، او من يسقط العدو، فإمريكا وإسرائيل يجب إن نريهما من يريدون إن يسقطوه، فنذهب للدفاع عنه، ليس بالقتال والمسيرات وانما بالتبيين بشتى الوسائل ..
العدو الان يسقط المقدس في الشيعة والاسلام، لهذا يجب أن ندافع عنه، وبتعبير اخر " بوصلة العدو هيَ اتجاه الحق "اين العدو يضرب، إعرف إن الحق هناك
فبوصلة فرعون تدل على موسى، وبوصلة النمرود تدل على إبراهيم، وبوصلة قريش تدل على النبي الامين محمد صلى الله عليه واله وبوصلة معاوية تدل على الامام علي والامام الحسن عليهم السلام، وبوصلة يزيد تدل على الامام الحسين عليه السلام، وبوصلة الامويين والعباسيين تدل على أحقية أهل البيت عليهم السلام، وبوصلة داعش تدل على السيد علي السيستاني والحشد الشعبي وقادة النصر، وبوصلة السعودية تدل على اليمن والسيد عبد الملك الحوثي وإنصار الله، وبوصلة اسرائيل تدل على حزب الله والسيد حسن نصر الله ،وبوصلة إمريكا تدل على الجمهورية الاسلامية والسيد الخامئني (دام ظله )
اليوم المعركة على اشدها، وجهاد التبيين فريضة طوعية، وهذا ثبته الله بالقرآن، فالعدو اذا اراد ان يطفي نور الله فأن البيان يدافع لانه اخطر من السلاح
( يُرِيدُونَ أَن يُطْفِـُٔواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفْوَٰهِهِمْ وَيَأْبَى ٱللَّهُ إِلَّآ أَن يُتِمَّ نُورَهُۥ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَٰفِرُونَ )
ونسأل الله ان نوفق في هذا الجهاد
ـــــ
https://telegram.me/buratha