بقلم : سامي جواد كاظم
العبرة ليس في تاليف الكتب ولكن العبرة بما تحوي هذه الكتب من افكار علمية متينة ومبنية على اسس منطقية تجلب لب القراء الذين ينظرون الى الامور بحيادية . افضل اسلوب لشرح اسباب التغير في الايديولوجية او الفكرة التي يعتنقها الاسلام هو ذكر الايجابيات لما انتمى اليه مجددا من غير التشهير بالذي كان عليه ولكن يذكر الايجابيات فيما هو سلبا في معتقده القديم .
اسلوب الاساءة اضعف وادنى اسلوب مستخدَم لاثبات الاحقية واذا ما استُخدِم فيعني المستخدِم هو الباطل بعينه .نعم هنالك كتب اسلامية تحدثت عن تجارب الذين اعتنقوا الاسلام واعتقد احدث اصدار هو للكاتب الدكتور صلاح عبد الرزاق وكان كتابه ( المفكرون الغربيون المسلمون دوافع اعتناقهم الاسلام ) وبدأ حديثهم عن الايجابيات التي رأوها في الاسلام فكانت السبب في ذلك .
اذاعة الـ بي بي سي هي الاخرى كان لها برنامج عن سبب اعتناق الاسلام من قبل بعض اصحاب الديانات الاخرى ، ولا يخفى عليكم هو شدة المتابعة والدراسة لهذه الظاهرة التي باتت تؤرق القائمين على بقية الاديان من مسيح او يهود وحتى ان فرنسا انشأت مجلس او هيئة متخصصة بشؤون المسلمين والاسلام غايتها معرفة وحصر النشاط الاسلامي .احد الاساليب الهمجية التي اتبعتها الصحافة الامريكية من خلال احدى الصحفيات البريطانيات والتي كما يدعون انها متخصصة بالشؤون الاسلامية وهي سوزان كريمب تاليف كتاب جمعت فيه اراء الذين ارتدوا على الاسلام جاء بعنوان (لماذا تركنا الإسلام: مسلمون سابقون يتحدثون).
المشكلة في الكتاب ، لا يوجد ولا عبارة علمية منطقية يمكن مناقشتها حتى يتضح الغث من السمين وحتى لا أتجنى على الكتاب اذكر لكم فقرتين من فقرات الكتاب التي تضمن كتابة تجارب المرتدين
الاول خالد وليد، وهو احد الأشخاص الذين ارتدوا عن الإسلام يتحدث عن تجربته، و يقول: لقد تلقينا تعاليم و دروس كتلك التي تلقاها بن لادن في صغره حيث كان الإمام يشرح لنا بأننا كمسلمين فنحن أفضل الناس في العالم . يضيف: لقد كنت استمع للأئمة و هم يستخدمون لغة و مفردات بذيئة ليصفوا غير المسلمين كأحفاد القردة و الخنازير و يقولون لنا أنه من واجبنا كمسلمين أن نشتم و نزدري الأشخاص غير المسلمين .وقد غيرت نظرتي عن الإسلام عقب أحداث 11 أيلول عندما رأيت الفرحة تعلوا وجوههم لموت من سموهم بالكفار غير المسلمين ، كما أنهم شكروا الله لهذه المجزرة .
انظروا الى قلة الادراك لهذا الشخص يرافقه جهل المؤلفة ومن معها فدليلهم على ماهية الاسلام هو ابن لادن يا لسخرية القدر من هو ابن لادن حتى يمثل الاسلام !!!
كما وانه اعتمد الحكم على الاسلام من خلال الكلمات البذيئة التي صدرت من الائمة الذين يتبعهم وهم بلا ادنى شك من الوهابية فانهم غالبا ما ينزلون سيل من التهم والكلمات البذيئة عل نفس المنحى الذي تكلم عنه خالد الا انهم يعلمون علم اليقين هذه ليست من الاسلام بشيء فالدين الاسلامي دين الخلق والتسامح ولست بصدد ذكر الايات والاحاديث التي تؤيد كلامي فان هنالك الكثير منها بل ومن الميسور الحصول عليها لا بل اجزم ان خالد ومن مثله يعرفونها عين اليقين . خالد وليد بحاجة لقراءة كتاب اوكار الشر لمؤلف امريكي لايحضرني اسمه ) يشرح فيه الدور الامريكي في التخطيط لمجزرة 11 سبتنمبر حتى يعلم من هو الارهابي .
اما الشخص الثاني فكان اسوء من الاول في مدعاه حيث يقول علي سينا، و هو باكستاني الأصل وقد أنشأ موقعا الكترونيا لدعم والترويج للسلام و لحقوق المرأة في الإسلام، يقول: لقد نشأت كشاب مسلم أؤمن بكل ما أتلقى من تعاليم ، و لكن عندما بدأت قراءة القرآن صفحة صفحة و بشكل جدي شعرت بالغثيان حيث كشفت كل الأكاذيب أمام ناظري .
نعم هو محق بما آل اليه حاله عندما قرأ القران فوجد ان صفاته وما يختلج في نفسه قد ذكرها القران ووعده بسخط من الله وهذا امر يستحق الغثيان عندما تفضح الحقائق واذا كان عكس ذلك فهل استطاع هذا المرتد ان يذكر لنا ولو آية أشعرته بالغثيان ؟ فانه يعجز عن ذلك واذا ما ذكر فانه ستتضح نواياه . الأتعس من هذا هو النقد الذي تناولته الصحف السعودية لهذا الكتاب والذي جاء كأنه إقرار على ما اعتقده هؤلاء المرتدين فاحدى الردود كانت هي (وانتقدت العديد من الجمعيات الإسلامية الكتاب، وقالت انه يهدف لتشويه صورة السلام في عقلية المواطن الغربي العادي.
ويحوي الكتاب ، والذي نزل للأسواق أواخر الشهر الماضي ، العديد من المغالطات عن الإسلام ، يرويها أشخاص ، أحدهم قال انه كان متطرف سابق وأطلق على نفسه أسم (خالد وليد) ، وهو اسم وهمي حسبما ذكر الكتاب (لأسباب أمنية). مجرد التنديد والتهجم ليس من الاساليب العلمية التي يستطيع صاحبها دحض الاتهامات فالاجدر كان لهم اما السكوت او دراسة فصول الكتاب والرد بشكل علمي ، واعتقد انهم سيعجزون عن الرد اذا كان المتهم امامهم هو ابن لادن مضافا اليه الاعداد الهائلة من الارهابيين السعوديين الذين يتم القاء القبض عليهم في المناطق الساخنة
https://telegram.me/buratha
