المقالات

خليجي (25 ‏)بروح لا رياضية

1377 2023-01-12

ماجد الشويلي ||

     

مركز أفق للدراسات والتحليل السياسي

 

‏سأكتب في هذا المقال قناعاتي الشخصية عن خليجي 25 ، وأنا اعلم بإنني ساجد معارضين ‏كثر ، ليس لي عليهم من حق  ، إلا يلتفتوا لما أقول لعل فيه شيء من الصحة.

 ‏أبدأ كلامي بهذا السؤال، لماذا حاول الخليجيون أن يغيروا من طبيعة تعاطيهم مع العراق والعراقيين في هذا الوقت بالتحديد. ولماذا أصروا على أن يظهروا بمظهر المحب للعراق ولشعبه. أنا لا اتهم الشعوب العربية، كما أنني لا أبرئها بشكل كامل عما جرى على العراقيين منهم  فلست مستعداً للتغاضي عما لحق بشعبي منهم ببساطة .

نعم أنا أعرف أن كثيراً من الشعوب العربية قد أثر فيهم الأعلام الأصفر المغرض الذي استهدف تشويه صورة العراق وشعبة ، وخاصة اتباع أهل البيت في هذا البلد.  الأمر الذي يرغمني على  النظر اليه  لا أقول بريبة  وإنما بتحفظ  لما جرىٰ ويجري في الخليجي الحالي. نعم اننا كلنا نريد للعراق أن يستعيد مكانته بين العرب . ويستعيد تألقه على الصعيد العالمي لكن هذا لايمنع من أن نضع الأمور في نصابها الصحيح.

 فالدول العربية وتكاد تكون بشكل كامل رفضت أن تتعاون مع العراق الجديد، وأخذت باستهداف العملية السياسية واتبعت ذلك بزج ألآلاف من الانتحاريين لتفجير أنفسهم في العراق . ولم يدخروا واسعاً  باستهدافه على جميع الصعد للحيلولة دون أن تكون له حكومة قوية و وحضور ثقافي وأمني وعسكري وازن في المنطقة .لانهم اعتبروا ذلك تهديدا وجودياً لعروشهم . فهم يدركون أن العراق إذا نهض فسوف يتصدر قيادة العالم العربي.  فمصر عاجزة عن القيام بهذه المهمة،والسعودية أصبحت معزولة في محيطها الخليجي والتباينات الأسرية والأيديولوجية  بينهم في أوجها

وتقاطعات المصالح وانعدام الثقة بينهم تمنع  تصدر النظام السعودي  لقيادة الجامعة العربية من جديد خاصة بعد ‏عدوانها الاجرامي السافر على شعب اليمن العزيز.

 فمن الذي يجعلهم يُقبِلون على العراق بعد أن كانوا يتمنون له الهلاك ؟.

الذي دفعهم هو تيقنهم من أن العراق بات مكبلا بمعاهدات ومواثيق دولية اقتصادية وسياسية في محور الشام الجديد تمنع التفاتته نحو الشرق وخاصة الجمهورية الاسلامية وسيكون من الصعب عليه جدا أن يتخلص من هذا القيود في المستقبل المنظور. الأمر الآخر هو الحكومة التي انبثقت من الإطار التنسيقي الخط السياسي الأقرب للجمهورية الإسلامية إيران. وهو أمر كانت تخشاه كل الخشية وقد عقدت العزم على منع حصوله بكل ثمن

ورغم كل التباينات بينهم الا انهم قد اجمعوا على حرمان العراق من استحقاقاته

وإذا بهذه الحكومة هي أقرب للمحيط العربي منها إلى إيران.

 وقد توارثت الإلتزامات الاقتصادية والامنية الدولية والاقليمبة التي يكاد من المستحيل أن تتخلص منها .

وكأن العرب والأمريكان قد تيقنوا من أن السكة التي وضعوها لحكومة الكاظمي لن يكون بمقدور قطار السيد محمد شياع السوداني أن يغادرها

وجل ما يمكنه هو أن يتوقف هنا أو يسرع هناك على نفس السكة

 فأي غنيمة لهم أكبر من هذه

خاصة وأنهم قد جربوا أبشع وأفضع الممارسات الأرهابية مع هذا الشعب فلم يزده الا تماسكا وقوة وكرها لآل سعود والامريكان

وقد تشوهت سمعة العرب عند العراقيين فلجأوا إلى هذا الأسلوب الناعم لأنه غير مكلف وتأثيراته ونتائجه مضمونة لهم .

أنا لا أقول أن أمريكا هي من جاءت بالحكومة ابدا ابدا وأقر بان هذه الحكومة أفضل من حكومة الكاظمي بألف مرة

لكن الاداء على المستوى الاستراتيجي يصب في خدمة أمريكا والسعودية وإن كانت مرغمة عليه. فلا مطالبة بمواجهة الأمريكان ، ولا تحديد موعد لخروجهم  وإغلاق قواعدهم أوإجراء تعديلات جوهرية في اتفاقية الاطار الستراتيجي. كما لاتوجد أي مطالبات باعتذار السعودية على ما ارتكبته من إرهاب بحق العراق.

 فماذا تريد الدول العربية اكثر من ذلك؟!

 حكومة لا تمسس بالوجود الأمريكي ، ولا تذهب بتجاه إيران والصين وروسيا. واقتصاد مرهون للنفط ونفط مرهون للدولار ودولار مرهون للفيدرالي الامريكي والبنك الفيدرالي الامريكي مرهون للارادة اليهودية الصهيونية الماسونية . خاصة مع نظام التسلسل الرقمي للدولار فأي مشروع وأي شركة عملاقة يمكن لها أن تقبل على التعاقد وهو مطمئنة على أموالها

أي دولة يمكن لها بعد ذلك ان تتشجع للتعاقد مع العراق وهي تعلم ان العراق لايملك حرية التصرف بأمواله بشكل كامل.

فلا روسيا ولا إيران ولا الصين سوف يكون بمقدورهم إقامة مشاريع عملاقة في العراق ما دامت  التحويلات المصرفية الكبرى بيد أمريكا وما دامت المصارف والبنوك تخشى معاقبتها.

 فإذن  أمريكا والدول العربية قد ضمنت من أن العراق سوف  لن يتجه  صوف طريق الحرير ولن يتجه لإقامة أي مشروع  ستراتيجي عملاق  مع غيرها

وهي لن تقوم بذلك مطلقاً .

نعم لقد ضمنت  الدول الخليجية كل ذلك وضمن أن لن يكون له موقف تجاه سوريا او ما يجري من حصار على  لبنان او اليمن .

فاذا كان هذا فليكن خليجي 25  و26 و 27 …الخ

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك