مازن الولائي ||
سنبدأ منذ الليلة بالدخول إلى فضاء تلك "الدورة السريعة" والتي تعتبر مقدمة مهمة وخطيرة على المستوى الروحي، حيث هذا الشهر والذي يليه إنما يشكل ركائز أساسية للدخول إلى أهم الأشهر التي شكل فضلها وقداستها الشيء الكبير والنوعي على حياة المكلف، لما لهذا الشهر من كرامات، وفضائل، وثواب استثنائي كان مثل شهر رجب وشعبان مقدمة ضرورية تهيأ لنا النفوس والأرواح لنرتقي إلى فهمه والتفاعل معه تقوائيا، ومن دون هذين الشهرين العظيمين قد يكون الدخول بروح صلدة، وقلب لم يلين كفاية لتقبل وفهم روحانية شهر له مستوى خاص، وشعور خاص، وتعامل خاص وهكذا.
وما ورد من آيات وأحاديث تكفي للإشارة بأن الشهر الذي يلي الشهرين خطر بكل المقاييس إذا احسنا ووفقنا أو لا سامح الله إذا قصرنا، ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) البقرة ١٨٥.
روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم 《 مَن ذكرني فلم يصلِّ عليّ فقد شقي ، ومَن أدرك رمضان فلم تصبه الرحمة فقد شقي ، ومَن أدرك أبواه أو أحدهما فلم يبرّ فقد شقي 》 وروي عن الإمام الباقر عليه السلام 《 قال الإمام الباقر (عليه السلام) : إنّ لجُمَع شهر رمضان لفضلاً على جُمَع سائر الشهور ، كفضل رسول الله (صلى الله عليه وآله) على سائر الرسل 》. فلا تفوتنا فرصة الإستعداد وهذه الدورة المعدّة لخوض غمار الدموع والخشوع وطلب المغفرة ومعانقة السحر و صلاة الليل وترانيم دعاء البهاء وابي حمزة الثمالي..
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha