المقالات

المكونات العراقية وصناعة الدكتاتورية


حسام الحاج حسين ||

 

أسئلة كثيرة تثار بشأن الواقع السياسي العراقي الذي يتسم في عمومه بطغيان الحالة الاستبدادية بشكلٍ ملفت ،،،!على الرغم من تراكم التضحيات العالية للعراقيين والمطالبات المتكرّرة بالحرية والكرامة ،،،!! لماذا تتناسل الدكتاتوريات وآفات الحكم الفردي على مكونات هذا البلد في هذه الرقعة من العالم العربي ،،؟؟؟؟

في عام ٢٠٠٣ م بعد الغزو الأمريكي للعراق انتج نظام سياسي قائم على اساس المكونات ،،!

بعد ان خرج العراق من الدكتاتورية الفردية لنظام دموي وشخصية طاغية واحدة انتقل الى تعدد الزعامات السياسية للمكونات ،،!

ومع مرور الوقت وممارسة السياسة ظهرت دكتاتوريات خاصة بالمكونات ،،! شخصيات دينية وعشائرية تحاول ان تسيطر على المكون

وهو على مسار ساخن وتنافس سياسي يرتكز على الأزاحة ،،!

الكرد والشيعة والسنة يعيشون مرحلة اغتيال الحرية وهدم بطيء للديمقراطية ،،!

كل من يحاول ان يتصدر للدكتاتورية يستغل السلطات المكتسبة من اجل الهيمنة على مكونه ،،!

وهناك ارادة عند احد زعماء المكون السني لحصد رؤوس قيادات معارضة له عن طريق المحاكمات القضائية الكيدية

واستغلال السلطة لأزاحة المناوئين له ،،!

يتسلق البعض على اكتاف المكون ليضعها تحت سيطرته يتصرف كحاكم وصانع قرار الأوحد،،!

بوجود ثقافة عامة في العراق، مانعة للتحوّل الديمقراطي، ومغذية للحكم الاستبدادي الفردي والذي يصل به على عتبه الأستبداد ،،!

أول هذه العناصر الملفتة التي يجب التوقف عندها هي تركيبة المكونات العراقية نفسها التي تتسم، في عمومها، بالانقسام والهشاشة، بين الشيعة والشيعة والكرد والكرد واخيرا السنة و السنة فهذه من بين العوامل الأساسية المغذّية للاستبداد والصانعة لأنتاج المستبدين ،،!

وهو على مايبدو بهذا الشكل ستكون  عصيةً على التغيير ومعاكسة لاتجاه التحرر ،،!!

أنّ الإصرار على تغيير النظام وإصلاحه كثيرا ما يهدّد كيان الدولة نفسها بحكم حالة التداخل التي حصلت بين النظام والطائفة أو القبيلة أو الأسرة (أو كلها مجتمعة) في أحيان كثيرة ،،!!

ارتفع سقف الطموحات السياسية لدى النخب والمثقفين في العراق بالتخلص من الإرث الاستبدادي الذي استنسخ الى ((استبداد من الداخل ))

وهذا لايمكن ان يتحقق لان المتنفذين والزعامات وان تغيب عن المشهد السياسي الا انه بقي يمسك الحبل السرّي للسلطة، ويتحكم في خيوط اللعبة من وراء حجاب وكل محاولات التغيير ستنتهي بالفشل ،،،!!!

اضافة الى هذا المشهد السياسي الداخلي المركب والمعقد تشكلت نواة صلبة بقيادة بعض الدول الخليجية وضعت على رأس اولوياتها تلويث الواقع السياسي عبر اسقاطها من خلال تفجير الصراعات واثارة التناقضات بين المكون الواحد من خلال استخدام الأعلام ومواقع التواصل الممولة بشكل واضح وصريح ،،،!!!

ان صراع الزعامات داخل المكون الواحد سيضع العراق على منصة عدم الأستقرار ،،،

 

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك