عباس الاعرجي ||
لماذا يمجَّد ويمتدح ، ويهمل من هو أولى بالثناء والمديح ، رغم أن درجاتهم متساوية ، أعتقد أن هذه الظاهرة ما كانت لتستفحل ويشتدَّ عودها لولا كثرة الناعقون .
هؤلاء النعّاق الذين ينعقون مع كل ناعق ، هم أبالسة بحق ولا يجيدون غير حرفة النفاق والتزلف ، فهم طفيليات قد إعتاشوا على فضلات الآخرين .
خطورتهم تكمن بوضع جماجمهم في سلة واحدة ، فهم كأحجار الدومينا تتساقط تباعاَ عند سقوط إحداها ، فيقومون بالترديد من دون مراجعة وتريث ، بل وحتى من دون إخضاع النص والموضوع للفلترة وحكم العقل والمنطق .
فالمدهش حقاً ، والذي يدعونا الى إستدعاء دفائن التاريخ مجدداً ، أن رقمهم الحقيقي لا يعلوا على رقمنا لا في النسب ولا في الحسب ، ولا حتى في نقاء السلالة والإثبات بالدلالة .
لاسيما وأن صفحتنا لها الحظ الافر في العلوِّ والرفعة ، فنحن عشنا البؤس والحرمان ، ولم يثني هذا الحرمان معاولنا من نقش إسمنا في أعالي الصخرة الصماء ، إلا أنه لازالت نواياهم ملوث تلاحقنا في مصادرة تراثنا ، وهم المترفون المنعمون بالخيرات ، لم يمسهم الجوع ولا مرَّ بواديهم منذ الولادة وحتى الممات .
كن منصفا يا أيها الجمّال ، أيستوي من يحمل أثقالاً في جدب الصحراء ، مع من تربى مسترخياً في أحواش الابل .
وها هي أكباد ذرارينا لا زالت تحن الى القدِّ ، ولا زالت ذراريهم تنقل إليهم القوارير الحسان .
كن منصفا يا أيها الجمّال .
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha