المقالات

العلاقات مع الجار المريب هل تأتي بجديد؟!

1435 2023-01-27

د. علي الطويل ||

 

الأردن من الدول المعروفة بانها تتبع الانتهازية في علاقاتها مع الدول الأخرى، والذي يبحث في تاريخ العلاقات بين العراق والأردن سيكتشف انها تعاملت مع العراق بمقدار منفعتها ومصلحتها الضيقة، حتى عندما كان اولاد العم هم الحكام في العراق والأردن فإن هذه السمة كانت طابعا ظاهرا لهذه العلاقات ومن يراجع بنود مشروع الاتحاد العربي يجد ذلك واضحا ، ومن الادلة القريبة على ذلك، وتنفع كدليل على مانقول ، هو علاقتها مع نظام صدام  فما ان ضعف حكمه حتى تخلت الأردن عنه وانحازت إلى خصومه  في تسعينات القرن الماضي، مع ان هباته لهذه الدولة لاتعد ولاتحصى، حتى قيل ان مايشاهد من  تطور  عمراني في الأردن هو نتاج ماجنته من العراق في سني الحصار.

اما في وقتنا هذا فإنها تعاملت مع العراق بطائفية مقيته وعدائية كبيرة وخير دليل على ذلك هو تحذير  الملك الأردني من الهلال الشيعي في وقت لم يظهر احد عداوته  للعراق بعد، كما تصرفت مع العراق بعدوانية واضحة ومواقفها من الحكومات العراقية المتعاقبة اضحة كذلك ، رغم أنها تحصل على كل ماتحتاج اليه من وقود  من العراق وبأسعار مخفضة. لكن هذا لم ينفع في تغيير مواقف الحكم الأردني العدوانية، ويكفي زيارة واحدة لمطارات الأردن لكشف مستوى هذا العداء للعراقيين.

اما فيما عرضه الوفد الأردني في زيارته للعراق وعزمهم على تغيير طبيعة خطابهم وطلبهم بضرورة رفع مستوى العلاقات بين البلدين، فإن الحكومة العراقية عليها ان تحذر  من طبيعة النظام الأردني غير المامون الجانب، من ناحية ومن ناحية أخرى ان تنظر إلى مايحقق مصلحة العراق في علاقتها مع هذا الجار المريب، فهم من جانب يريدون صفحة جديدة في العلاقات ومن جانب اخر فإنهم يأوون كل من يعادي العراق (إرهابيين، بعثيين، مجرميين، خونة)، فلا بأس بعلاقة يكون العراق فيها سيدا ويفرض شروطه، فوضع الأردن الان يدفعها لكي تستجدي المساعدات، لذلك فهي فرصة امام الحكومة العراقية ان تعيد العلاقات طبيعية، مع شروط تسليم كل أعداء العراق التي تاويهم الأردن، وان تمتنع الأردن  عن إيذاء العراق إعلاميا، وارجاع حقوق العراق وديونه  وامواله السابقة التي لم تصفى حتى الآن منذ عهد النظام البائد، واحترام سيادة واستقلال العراق، اي التعامل بندية وليس بخضوع كما كنا نرى في  الحكومات السابقة.

27/1/2023

ــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك