مازن الولائي ||
عباس أحد خدمة الحسين عليه السلام في طريق النجف كربلاء، وهو ومجموعة من أهل بيته وعشيرته مداومون على الخدمة منذ زمن طويل، وقد عرفتّهم هذه الخدمة على خلق كثير من مختلف الجنسيات ومن بلدان شتى، بحكم من يردون عليه في زيارة الأربعين عظيمة الأهداف، وهو يتواصل مع الكثير منهم خلال العام بالموبايل وعند ذهابه إلى تلك البلدان ومنها إيران الإسلامية.
ومن ضمن الزائرين الذين يتواصل معهم زائرة محترمة وتملك حسا دينيا والتزام ملحوظ كما أغلب زائري أبي عبد الله الحسين عليه السلام، وبين فترة واخرى يراسلها للاطمأنان على حالها وواجب السؤال بين الاخوة، وبعد إنقطاع نوعا ما طويل سافر إلى إيران الإسلامية، وصادف أن وضع صورة على حالة بالواتس آب يشكر بها رب العزة والكرامة أن شرفه للوصول الى مقام السيدة المهابة معصومة عليها السلام، وفي الليل وردت رسالة له ترحب به من قبل تلك الزائرة التي كان يتحدث مرات معها عن شغفه بإيران الإسلامية وقياداتها وعموم محور المقاومة والحرس الثوري، ويعتبر نفسه امتداد لهذا الجيش العقائدي والبسيجي الثوري، شكرها لترحيبها وطلبت منه أن تلتقيه! لكن لم ينتبه إلى صورة الواتس آب أو لم يفهما وهي تضع شعار من خرجوا على القانون في إيران بتظاهرة ما تسمى الحجاب! والحرية! إذ تبين هي أحد المغرر بهم ومن وقعوا بشراك المخطط الأمريكي السعودي ضد النظام الإسلامي..
وفعلا جاء صباح اليوم الثاني على موعد تم تحديده من قبلها مع سائق التكسي! والى مكان لم يشعر به بارتياح! وبعد الترحيب به هي وشخص ثلاثيني لا يبدو عليه سيماء أهل الهدوء! لم يعرف ما يفعل وهو بين نار قلبه الذي ارتاب وبين خلفيته عن تلك الزائرة التي كانت لا تمل الحديث عن إيران الثورة! وبعد الدخول الى البيت بادرة الشخص الذي يتكلم بعض العربية وقال له أنت بالحشد صح!؟ قال لا ولكن أنا مع الحشد! إذا أنتم من تقتلون أبنائنا في هذه التظاهرات؟! وهنا أدرك الخطر وسوء ثقته التي في غير محلها! حتى دخل أكثر من رجل عليه وكلهم على هذه القناعة وتم تقييده وسحب التلفون منه! وهنا كل شيء سقط من يده إلا التوسل بالمعصومين عليهم السلام، وهو يسمع منهم أن المحافظة الفلانية سقطت بيد الثوار وإعلام بث الرعب في قلبه وهو ينتظر متى تصفيته وكل ساعة يحقق معه شخص مختلف! وفي الليل أخذ يفكر ماذا لو اتهموني بأنني قمت بالاعتداء على هذه الفتاة التي سهل جدا الصاق التهمة بي وأنا من ذهبت برجلي لها! فصار لا يفكر بالموت بقدر تفكيره بما سيقال عنه بعد موته وأن خادم الحسين عليه السلام جاء من العراق لإيران من أجل امرأة كذا وكذا وتمت معاقبته! وهذا الأمر بدأ يخنقه ويرعبه وهو يبكي ندما أنه أوقع نفسه وعنوان الخدمة وذاك الشرف بهذه النهاية المخجلة لعائلته ولمجتمعه!!!
فصار يتوسل وهناك من يراقبه وهو يجهش بالبكاء ويقول يا مولاتي يا معصومة أنت تعلمين أنني جئت وكلي براءة وطهارة قاصدا وجه الله الكريم في زياراتكم ولم أكن حذرا كفاية حتى وقعت بما لو صدق إحساسي به لتركت سيئة لعائلتي لن يرحمهم المجتمع الذي يكره هذه الأفعال! لذا سيدتي بجاهك عند الله يا معصومة أن تختاروا لي موتة أخرى غير هذه كرامة لمقام الخدمة وشرفها، وهنا سمعه من يتولى حراسته وسمع صدق نجواه فرق له وأخذه الخوف من الحسين عليه السلام ومن السيدة معصومة فقرر أن يجازف وأن لا يحقق ما طلبه منه هؤلاء وشعر أن مسارهم خطأ وعليه الرجوع والتدارك سريعا، فقال له سمعت مقالتك بعد منتصف الليل سوف احرجك وأخرج معك من سطوة هؤلاء ومن غرروا بي! انت لأنك صادق الدفاع عن خدمة الحسين عليه السلام انقذتني وانا تائب من لحظتي أيها الخادم الصادق..
وفعلا بعد منتصف الليل حرر يداه واركبه على دراجة وذهب معه إلى مركز الشرطة وهناك أعترف بكل شيء وعباس لم يقصر هو الآخر أعترف بما قام به لأجل عباس الخادم حتى يخففوا عليه جرمه وهكذا الله سبحانه وتعالى يحفظ العنوان ما دام مقدس..
مازن الولائي
القصة هي أحد أنواع الفن الذي يؤكد عليه القائد الولي الخامنائي المفدى، لما لها من تأثير وسحر آخاذ على روح وقلب الإنسان وهي أحد وأهم أنواع جهاد التبيين..
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha