المقالات

الحرب النفسية ومخاطرها


مانع الزاملي ||

 

الحرب النفسية هي الحرب التي تستهدف معنويات الانسان المستهدف وزعزعة وضعه النفسي والمعنوي ، واختلف المتخصصون في مبناها اللغوي ،فمنهم من يطلق عليها حرب الاعصاب ،او الحرب الباردة ، او الحرب الدعائية، لكنهم اتفقوا على انها شكل من اشكال الصراع الذي يستهدف الخصم واضعاف معنوياته وتوجيه فكره وعقيدته وآرائه ، واحلال افكار اخرى محلها  مخالفة تخدم العدو ، ان الحرب  النفسية  غالبا  ماتستخدم في دعم العمليات العسكرية، او الحرب السياسية، وهي اي فعل يمارس وفق اساليب نفسية لأستثارة رد فعل نفسي في الآخرين .

ومراحل الحرب النفسية تنطلق عادة من خلال تهويل وتضخيم اخطاء المستهدف بقصد احداث حالة من فقدان الثقة بين القاعدة وقياداتها وهذا مايحصل في العراق في السنوات الاخيرة والهدف هو اضعاف الجبهة الداخلية .

ولكي تقي نفسك من اضرار هذه الحرب عليك ان لاتصدق الشائعات او تساهم في نشرها بل اجعلها تنتهي عندك ، ولاتساعد في حبك المؤامرات وافتعال الازمات وارفض عمليا عوامل التفرقة التي تشتت ابناء المجتمع الواحد وعليك ان تثق بقدراتك النفسية واجعلها عصية على الهزيمة بمساعدة عوامل التوكل على القوة المطلقة الايمانية ، من خلال الايمان بالله الذي يراقب وينصر من ينصره، وعليك ان لاتهزم وارفع من روحك لان الاستسلام للشائعات اول خطوة للهزيمة.

ان الحرب النفسية تعتبر حرب العصر ، حيث انها حرب تغيير السلوكيات والقناعات وميدانها ليس الفرد وانما تستهدف مجتمعات باكملها ،وهي من اخطرالاسلحة ، وبما ان الدول العدوة لايسعها دائما تحمل التكاليف الباهضة لحرب عسكرية ، لذلك توجهت للغزو الروحي الذي يحقق الهدف دون خسائر كبيرة مع رفض شعوبها بالزج بأبنائها في اتون الحروب المشتعلة ،لذلك انشأوا مكاتب تابعة لاجهزة الاستخبارات شغلها الشاغل التخطيط ووضع استراتيجيات لهذا النوع من الحروب ،فالحرب النفسية هي مقدمة للحرب العسكرية ، مثلما حصل في الحرب ضد العراق ،فتم اطلاق الترسانة الاعلامية،  تمهيدا للغزو لاحقا ، ومن خصائص الحرب النفسية انها تدار في الخفاء وبغرف مظلمة،  وباشراف خبراء لهذا الغرض، والشعب العراقي كان ولايزال منذ عقود ضحية هكذا حرب قذرة ، استهدفت عقل ونفسية ومشاعر المواطن العراقي ، وساعد على نجاح هذه الحرب ما حصل من تقاعس في انقاذ البلاد من وضعه البائس ، ولم يقم المتصدون في استثمار النصر الكبير ضد داعش الخرافة،  ومرد ذلك هو اختلاف الرؤى والاهداف والاساليب التي انتهجها وينتهجها الطيف السياسي الحاكم بكل تنوعاته ، وافكاره ،لذلك نرى ان الشارع يصدق بكل تهمة او اشاعة دون التحقق من مدى صدقها وساعد على انتشارها الانفتاح الذي وفرته قنوات التواصل الاجتماعي،  دون رادع قانوني ، ولعب اعداء العراق في الداخل دورا كبيرا في تشويه كل شي لدرجة ، تسويق سنوات القهر والظلم والجوع والحصار والخوف ،على انه زمن جميل مع الاسف !

ان الخلاص من التقهقر النفسي والفكري يتطلب نهضة شاملة وصادقة للوقوف بوجه عوامل الانحراف المفاهيمي الذي بدا ينتشر بحيث وصل للسخرية حتى من الرموز الكبيرة والمخلصة في حياة هذا الشعب  الكريم ، حيث التهم توجه لاهل التضحية والايمان وتشويه سمعة الذين قدموا ارواحهم فداء للعراق وشعبه واستقلاله وكرامته ، وقد لعب ايتام صدام دورا كبيرا في تكرار مفاهيم وافكار عفى عليها الزمن ، واخطرها هو نعت المجاهدين الاصلاء بالذيول او التبعية مع انهم من العرب الاقحاح والعراقيين الاصلاء وخصوصا اتباع مذهب اهل البيت عليهم السلام حيث نسمع كلمة ذيل تطلق من الابواق الخبيثة ضد كل شيعي في البلاد ، ان ارجاع الحق الى نصابه هو التبيين والتصدي  بشراسة ضد  المتقولين والحاقدين، والعملاء الذين يبثون  سمومهم لدرجة وصفهم داعش الخرافة بأنها صناعة شيعية !! ولعمري ان هذا الرأي يضحك الثكلى ويعبر عن تخبط وغباء صارخ،  ورغم ذلك تلوكه الالسن التافهه دون تفكر ،

ان العدو واضح المعالم واجنداته معلومة المصادر وان وعد الله بهزيمة اعداء الحق واقعة لامحالة عندها سنتلوا جميعا قوله تعالى  ( جاء الحق وزهق الباطل  ان الباطل كان زهوقا )

 

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك