مانع الزاملي ||
النطق هو الوسيلة او الآلة التي وهبها الله للانسان لكي يوضح افكاره ، وطموحاته ، وهمومه، وافراحه ، واحزانه ، وكل مايعنيه في حياته ، يشرحها للاخرين ، والله جلت قدرته اراد اكرامنا بهذه النعمة من دون سائر مخلوقاته ، وبطبيعة الحال ان الكلام يختلف من شخص لآخر حسب احواله وعمره ، فلكل حالة حديث خاص، ولكل مناسبة تعابير معلومة ، والكلام الذي نسوقه في الرسميات غير كلامنا في المجاملات الخاصه وهكذا تسير وتيرة الكلام .
كيف أتعلم فن الكلام
الكلام هو القول والخِطاب الذي يحتوي على معنى معين، ويظهر على شكلِ مجموعةٍ من الأصوات المتتالية، كما يشمل الكلام عدّة ألفاظٍ يستخدمها الإنسان للتعبير عن نفسه،[١] لذلك يمتلك الكلام أهميةً كبيرةً في الحياة، كما أن له دوراً مهماً في نجاح المجتمع، ويجب على الإنسان الاهتمام بفنّ الكلام؛ عن طريق التحلي بحُسنِ الاستماع والاهتمام بالمُتحدث أكثر من الموضوع، وتجنّب مُقاطعة المُتكلم، والتعامل مع النّاس كما يُحبّ أن يعاملوه، والحرص على المُناقشة بدلاً من المُجادلة، وأن يكون الهدف الوصول إلى الحقيقة وليس الانتصار والتميّز على الطرف الآخر في الحديث.[٢] نصائح لإتقان فنّ الكلام توجد عدّة نصائح لإتقان فنّ الكلام والحديث والحوار والتواصل مع الآخرين، وفيما يأتي مجموعة منها:[٣][٢] فنّ الاستماع أو الصّمت: هو أوّل فنّ من فنون الكلام، وهناك نوعان من الصّمت وهما الصّمت الإيجابيّ والصّمت السلبيّ، ويُعرَّف الصّمت الإيجابيّ بأنّه الذي يمنح صاحبه الفرصة للإنصات إلى المتكلم وهو النوع الذي يدعو المرء إلى التفكّر والحصول على الخبرات والتأمل، أمّا الصّمت السلبيّ فهو النوع الذي يدل على ضعف الثقة بالنّفس، فيكون المرء صامتاً حتّى يتجنّب سخرية الآخرين أو خوفاً من تعرضه لهجومٍ عند قوله رأياً يُخالف الرأي الآخر، ويجب على المرء إتقان فنّ الاستماع والتدرّب عليه حتّى يكون مستمعاً جيداً، لكي يفهم ما يقوله الآخرون. عدم مقاطعة المتكلم: المقاطعة من العادات غير المناسبة والبعيدة عن قواعد الكلام السليم؛ فإن مقاطعة المتكلمين تُعدّ مخالفة للأدب، ويجب على المرء أن يستأذنَ المُتكلّم في حال أراد أن يبدأ الحديث، لأنها تدل على عدم اهتمام المستمع بحديث المتكلم مع رغبته بتغييره، أو مقاطعته لإخباره أنه مرّ بالتجربة نفسها، وقد تكون المقاطعة لمُعارضة المتكلم في وجهة نظره، أو موافقته عليها، أو أن تكون المقاطعة للفكاهة، ويجب على المتحدث عندما يرى أن المستمع يقاطعه وغير مهتم بحديثه أن يدرك أن الحديثَ لا يُعجبه أو أنه غير مهتم به ويجب أن يُغيّرَ الحديث تدريجياً، أو يُبدلَ أسلوب حديثه عندما يلاحظ أن المستمع قد بدأ يشعرُ بالملل، فمثلاً من الممكن أن يستخدم أسلوب السؤال بدلاً من السرد بهدف إشراك المستمع في الحديث. التفريق بين الجدال والنّقاش: يجب على الشخص أن يُفرقَ بينهما، فالنقاش هو عبارة عن حوار بين طرفين أو أكثر حول موضوع معين، وبصرف النظر عن التوافق أو الاختلاف في وجهات النظر يكون الهدف هو الوصول إلى الحقيقة، أمّا الجدال فهو صفة يغلب عليها الهجوم من طرف على الآخر كما أنه يتسم بالحدّة، وغالباً يكون الهدف منه أن يظهرَ وينتصرَ شخص على الآخر وبصرف النظر عن الوصول إلى الحقيقة أمّ لا. الذوق في الكلام مع الجميع ومن هم في دائرة العَشم: دائرة العشم هي الدائرة التي يضع المرء فيها الأشخاص المقربين والذين يتعامل معهم باستمرار فيرفع عنهم المجاملة، والتكلّف، والذوق، والتشجيع، وقد يصل الأمر إلى قلّة احترامهم في الكلام وغيره من باب العشرة والعشم، والجدير بالذكر أنه مع مرور الوقت يصبح الأمر مرتبطاً بقلّة الذوق أكثر منه بالعشم والعشرة، كما يجب على الشخص تذكّر أن ما يقوله أو يفعله في دائرة العَشم هو الذي يدل على شخصيته الحقيقيّة. تقليل الكلام: فيجب على المرء أن يراعي الوقت، ولا يُطل في كلامه ولا يستأثر بالكلام وحده حتّى لا يمل المُستمع منه. اختيار الظرف المناسب للكلام: هو الحرص على اختيار الوقت والمكان المناسب للحديث، فيجب على الإنسان أن يختارَ الشخص المناسب للكلام معه، فالتكلّم مع الصديق يختلف عن التكلّم مع مدير العمل، والتكلّم في مكان عام يختلف عن التكلّم في منزل صديق. مراعاة اختلاف الآراء: فإنّ آراء النّاس تختلف تماماً كما تختلف أشكالهم، وأطوالهم، وأمزجتهم، والجدير بالذكر أن اختلاف الآراء ينبغي ألّا يؤدي إلى تنافر القلوب، ويكون ذلك بعدم توقّع المُتكلم أن يحصل على موافقة النّاس الدائمة على آرائه، فقد يكون مُخطئاً وعليه ألّا يغضب أو ينفعل أو يخيب أمله بسبب ذلك. مراقبة النّفس: وذلك بحرص الإنسان على مراقبة نفسه عندما يتحدث مع أشخاص آخرين ويحاورهم، فيجب عليه عدم رفع صوته، وألّا يقطب حاجبيه، بل من المهم أن يرسمَ تعابير الراحة والهدوء على وجهه أثناء الحوار والنّقاش. وبما اننا اصحاب رسالة وجب عليناان ننتقي كلماتنا بدقة واتقان لبلوغ اهدافنا .
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha