المقالات

عبدالله والد الرسول محمد صلوات الله عليهم.. المظلوم والمغيب إعلاميا


نصير مزهر الحميداوي ||

 

عبد الله بن عبد المطلب، والد النبي الأكرم صلوات الله وسلامه عليه وآله، والابن الأصغر لعبد المطلب، كان يعمل تاجرا، وقد توفي قبل ولادة ابنة الرسول الكريم صلوات الله عليه وآله، وعلى قول توفي بعد ولادته بفترة قليلة، وهو كان موحدا بالله على دين إبراهيم الخليل عليه السلام.

عبدالله رضوان الله عليه، هو والد رسول الله صلوات الله عليه وآله، ولد في العام الحادي والثمانين قبل الهجرة، ذكر المؤرّخون أن عبد الله هو الابن الأصغر من بين أبناء عبد المطلب، وقد كان له أخوان من أم واحدة هما الزبير بن عبد المطلب، وعبد مناف بن عبد المطلب، وهو أبو طالب، عم الرسول صلوات الله عليه وآله والد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.

آباء النبي صلوات الله عليه وآله وسلم وأمهاته من آدم وحواء مطهرون من دنس الشرك والكفر، وليس فيهم كافر ابداً لأنه لا يقال في حق الكافر أنه مختار ولا طاهر ولا مصفئ بل يقال عن الكافر أنه نجس قال تعالى (إنما المشركون نجس) فوجب أن لا يكون في أجداد النبي صلوات الله عليه وآله شرك، بل ما زال يتنقل من الأصلاب الطاهرة إلى الأرحام الطاهرة، وما زال يتنقل نوره من ساجد الى ساجد، قال تعالى: الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين.

عبد المطلب عليه السلام، كان قد نذر أنه إذا رُزق بعشرة من الاولاد سوف يُقدم واحداً منهم قرباناً لوجه الله عند الكعبة، وعندما رزق بأبنائه العشرة، أعلن على الملأ نيته بتنفيذ نذره الذي نذره مسبقاً، ووقع الاختيار على ابنه عبد الله رضوان الله عليه والد الرسول الأكرم صلوات الله عليه وآله وسلم، ولكن عبد الله رضوان الله عليه كان من أحسن أبناء عبد المطلب، ومن أعفهم، وأحبهم إليه أيضاً، وعندما همّ عبد المطلب بذبح ابنه منعته قريش، وأشاروا عليه أن يقترع بينه وبين عشرة إبل، وكان كلما وقعت القرعة على عبد الله زيد على الإبل عشرة، وعندما وصل عدد الإبل إلى المئة، وقعت القرعة على الإبل، وهنا أُفدي عبد الله والد الرسول صلوات الله عليه وآله  بمائة من الإبل، وقيل: سُمي على أثرها بالذبيح.

أصحاب السيرة والتاريخ قالوا، كان يوم ولادة عبد الله بن عبد المطلب رضوان الله عليهم، كان يعلم به جميع أحبار الشام، وذلك أنه كانت عندهم جبة صوف بيضاء، وكانت الجبة مغموسة في دم يحيى بن زكريا، وأنهم وجدوا في كتبهم، إذا رأيتم الجبة البيضاء والدم يقطر منها، فاعلموا أن أبا محمد المصطفى صلوات الله وسلامه عليه وآله قد ولد في تلك الليلة، وقدموا بأجمعهم إلى الحرم، وأرادوا أن يغتالوا عبد الله رضوان الله عليه، فصرف الله عنه شرهم ورجعوا إلى بلادهم وقيل: كان اسم عبد الله رضوان الله عليه والد رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه واله عبد الدار، وقيل: كان اسمه عبد قصي، فلما كان في السنة التي فُدي فيها قال عبد المطلب: هذا عبد الله

عندما أراد أن يزوجه أبوه، خرج عبد المطلب رضوان الله عليهم، إلى وهب بن عبد مناف، فزوجه آمنة بنت وهب رضوان الله عليها، وكانت آمنة رضوان الله عليها في حجر عمها وهيب بن مناف، فأعطى الله آمنة رضوان الله عليها من الجمال والكمال ما كانت تدعى به حكيمة قومها، فولدت آمنة رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم، ولم يكن لهما ولد غيره، فلذلك لم يكن لرسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم أخ ولا أخت، وكان تزويج عبد الله بن عبد المطلب لآمنه بنت وهب رضوان الله عليهم، بعد حفر زمزم بعشر سنين، وقيل بضع عشرة سنة.

كان عبد الله رضوان الله عليه، يخبر أباه بما يرى من العجائب، فيقول: يا أبت إني إذا خرجت إلى بطحاء مكة وصرت على جبل، فيخرج من ظهري نوران إحداهما يأخذ شرق الأرض والآخر غربها، ثم هذين النورين يستديران حتى يصيران كالسحابة، ثم تنفرج لهما السماء فيدخلان فيها، ثم يرجعان إليّ في لمحة واحدة، وإني لأجلس في الموضع، فأسمع فيه من تحتي: السلام عليك أيها المستودع ظهره نور محمد صلوات الله عليه وآله وسلم، وإني لأجلس في الموضع اليابس أو تحت الشجرة اليابسة، فتخضر وتلقي عليّ أغصانها، وإذا قمت عادت إلى ما كانت، فقال له عبد المطلب: أبشر يا بني فإني أرجو أن يخرج من ظهرك المستودع المكرم، فإنا قد وعدنا ذلك، وإني رأيت قبلك رؤيا تدل على أنه يخرج من ظهرك أكرم العالمين.

الأحاديث الواردة حول والد النبي الكريم عبدالله رضوان الله عليه، كثيرة فمنها، قال الإمام الصادق عليه السلام: «نَزَلَ جَبْرَئِيلُ عليه السلام عَلَى النَّبِيِّ صلوات ربي وسلامه عليه فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ رَبَّكَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَيَقُولُ: إِنِّي قَدْ حَرَّمْتُ النَّارَ عَلَى صُلْبٍ أَنْزَلَكَ، وَبَطْنٍ حَمَلَكَ، وَحَجْرٍ كَفَلَكَ، فَالصُّلْبُ صُلْبُ أَبِيكَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، وَالْبَطْنُ الَّذِي حَمَلَكَ فَآمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ، وَأَمَّا حَجْرٌ كَفَلَكَ فَحَجْرُ أَبِي طَالِب.

الخصال 1/ 293 ح59

قال جابر بن عبد الله الأنصاري قال: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلوات الله عليه عَنْ مِيلَادِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام، فَقَالَ: آهِ آهِ! لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ خَيْرِ مَوْلُودٍ وُلِدَ بَعْدِي عَلَى سُنَّةِ المَسِيحِ عليه السلام، إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى خَلَقَنِي وَعَلِيّاً مِنْ نُورٍ وَاحِدٍ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الخَلْقَ بِخَمْسِمِائَةِ أَلْفِ عَامٍ، فَكُنَّا نُسَبِّحُ اللَهَ وَنُقَدِّسُهُ، فَلَمَّا خَلَقَ اللهُ تَعَالَى آدَمَ قَذَفَ بِنَا فِي صُلْبِهِ، وَاسْتَقْرَرْتُ أَنَا فِي جَنْبِهِ الْأَيْمَنِ، وَعَلِيٌّ فِي الْأَيْسَرِ، ثُمَّ نَقَلَنَا مِنْ صُلْبِهِ فِي الْأَصْلَابِ الطَّاهِرَاتِ إِلَى الْأَرْحَامِ الطَّيِّبَةِ، فَلَمْ نَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى أَطْلَعَنِي اللهُ تَعَالَى مِنْ ظَهْرٍ طَاهِرٍ وَهُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ، فَاسْتَوْدَعَنِي خَيْرَ رَحِمٍ وَهِيَ آمِنَةُ، ثُمَّ أَطْلَعَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلِيّاً مِنْ ظَهْرٍ طَاهِرٍ وَهُوَ أَبُو طَالِبٍ، وَاسْتَوْدَعَهُ خَيْرَ رَحِمٍ وَهِيَ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسد.

روضة الواعظين: 77

كان عبد الله رضوان الله عليه، قد خرج من مكة وتوجّه نحو غزة التي تقع في فلسطين في تجارة تحمل أموال قريش وبضائعها، وأثناء عودته، مرت القافلة بالمدينة المنورة، فمرض عبد الله، وبقي في المدينة بين أخواله النجارين على أن يلحق بالقافلة عندما يُشفى من سقمه، وبعد شهر من مكوثه بين بني النجار توفي وكان عمره حينها خمسة وعشرين عاماً، ودُفن في الدار المعروفة باسم دار النابغة، لأحد رجال بني عدي بن النجار، وعندما توفي عبد الله رضوان الله عليه، كانت زوجته آمنة حاملاً برسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم، وقيل: توفي عبد الله بن عبد المطلب رضوان الله عليه، بعد شهرين من مولد رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم، وقال آخرون بعد سنة من مولده، وقد خلّف عبد الله رضوان الله عليه وراءه من الميراث أم أيمن، وخمسة من الجمال، وغنماً، فورثها النبي صلوات الله عليه وآله.

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الشيخ عبد الحافظ البغدادي
2023-12-28
اشك كثيرا في الرواية التي تقول ان العرب كانوا اذا رزقوا بعشرة ابناء يتم قتل احدهم.. لم اقرا هذه الرواية الا عند بني هاشم. فهي موضوعة لا محال
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك