كندي الزهيري ||
لا يجب تجاهل ان الأيديولوجيات والمدارس بوصفها "نحل" لا علاق لها بالمله والدين( ومنذ الزمن الغابر، كان علماء المسلمين، يعتبرون الملل في مقابل النحل، وكان يطلقون على المعتقدات الدينية النابعة والمنسوبة إلى الدين ب(المله) وما سواها التي تعتبر جزءا من الأهواء والهواجس ب(النحلة ) ) ، وسبب ذلك يعود إلى أن النحل ممزوجة بالشرك والأغراض البشرية.
وفي العصر الحديث( تاريخ الأربعمائة عام للغرب ) ، واجهت البشرية أنواع من النحل، التي انتقت اوجها من الفلسفة اليونانية.
وقد أعتبر الأستاذ أحمد فرديد؛ العصر الحاضر بأنه عصر النهاية، المدارس و النحل ، ويرى أن هذه النهاية هي سر إنهاك والزحمة وتنازع النحل مع بعضها البعض. كما يطلق على القرن الثامن عشر للميلاد قرن نهاية التاريخ الغربي، ويرى أن هذا التاريخ ،ولكن تخلى عن حق الله على مدى أربعمائة عام، وانقطع عن طريق الحق، وصب جل اهتمامه على الناس، فإنه محكوم بمواجه الازمة ووصوله إلى طريق مزدود.
وحسب ما يقول فإنه:
يجب مشاهدة إلى اي مدى تنتسب وترتبط المدارس الجديدة بالنحلة، وإلى أي مدى بالملة. أن الأيديولوجية الدينية والغير الدينية الحديثة، تنتمي إلى النحلة. وليس ثم كتاب في هذا العصر وأن كان ، فهو(الراسمال ).
واذا ما تحول أحد إلى شخص عقائدي وأدعى الإسلام، فإنه يجب النظر إلى أي مدى ينتسب إلى اهل المله، وكم هو من أهل النحلة، لكن المسلم به ، هو أن النحلة كانت غالبة على الدوام، وذلك على الرغم من وجود انتقائية ، لانه آخر الزمان، والآن هو عصر نهاية النحل،نهاية جميع المدارس والهرطقات في الغرب، وقد تدخل هذه في صراعات مع وبعضها البعض.
وجدير بالذكر أن المؤشر الأهم الذي يميز أهل الأيديولوجيا هو ؛ النزعة البرغماتية المنفصلة عن التفكير ، وهذا الأمر يجعل من الشخص المصاب الأيديولوجية ، شخصا (متعجل ومتغير ومتلون ومولع بالجدل وعاري عن الفكر الأساسي الوثيق، ومصاب بالنزعة البرغماتية " المنقطعة عن الحكمة والدين، وحتى الفلسفة بالمعنى الاصيل للكلمة "ويكون دائمآ بصدد تغير العالم بما يتطابق ويتلائم مع هواجسة، واهوائه النفسية، واخيرا النظرة السطحية ) . وكل ما كان مثقفوه القرنين الثامن عشر والتاسع عشر مصابين به فإن المنبهرين بالغرب ومن أشباه المثقفين، ملوثون به أيضا.
وحتى أشباه المثقفين المسلمين في الظاهر، صنعوا في الإسلام نحلا، في حين أن الانتقائية وخلط التعاليم الإسلامية الأيديولوجية الفرنجية، لا تنتهي إلا إلى ازمة.
ولا مجال هنا لمناقشة جميع إبعاد الموضوع، لكن في المستهل، فإن استياء الشبان من والاستبداد وعجز أولياء الدين عن إقامة حكومة دينية ، والجذابية النفسية لهذا النحل، تسبب في اجتذاب العديد من الشبان وجمعهم حول زعماء ومبدعي هذا النحل، وعلى مدى الأعوام الماضية فإن النحل قادت بعلم أو من دون علم، الحركات باتجاه المستعمرين وجعلت العالم مستساغا بالنسبة (للحركات اليهودية ) .
وفي الازمنة التي تغتصب في الأيديولوجية، موقع الدين والحكمة ، فإن الأيديولوجيات تتولى في الحقيقة دور (المنظم والمعمار ومضفي بالمعنى(الموجه ) والمثبت لجميع أعمال وأحوال الجماهير ) في حين أن الايدلوجية لا تستند على نقطة راسخة ، ومتينة وقابلة للدفاع، وهي متزعزعة بسبب الهواجز النفسية والإنسانية ،والرؤية الأحادية إلى الإنسان، وغير قادرة على إقامة العلاقات والنسبة بين جميع الشؤون الجزئية والكلية للحياة، ضمن نسبج متماسك وصلب ويبعث على الطمأنينة، وكل هذا هو ( سر التغير والتلون وعدم الثبات والاستقرار )
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha