د . حميد الطرفي ||
- منذ انقلاب البعث في 8/2/1963 والشعب العراقي يتلوى من سياط الديكتاتورية والحكم الفاشي وتحاول نخبه الفكرية والوطنية وبكل ما تستطيع أن تبني دولة ديمقراطية تتمتع بشيء من الحرية والعدالة الاجتماعية والمشاركة في الحكم دون تمييز .
- اليوم وقد مرّ على سقوط النظام الديكتاتوري عشرون عاماً ينبغي اعلام الجيل الجديد بكل الصفحات المشرقة في مواجهة البعث ونظامه الديكتاتوري المقبور .
- لقد قصَّر النظام السياسي الحالي أو قَصُر عن اظهار الوجه البشع للديكتاتورية التي حكمت العراق طيلة اربعين عاماً عبر الإعلام ولا ندري اين نضع اللوم على الفنانين والمثقفين الذين اشتغلوا على رصد سلبيات النظام الحالي دون الالتفات الى جرائم النظام السابق ، أم على الحكومات المتتالية التي لم ترصد ما يكفي من الأموال لتمويل اعمال فنية ومهرجانات ومؤتمرات توثق تلك الحقبة ، ام على مؤسسات العدالة الانتقالية كمؤسستي الشهداء والسجناء السياسيين التي ورد في قوانينها ما يشير إلى اظهار جرائم البعث ونظامه ، أم على الطبقة السياسية التي انشغلت بخلافاتها واختلافاتها ونست أو تناست تنوير الجيل الجديد بالحقبة المظلمة ومآسيها ، أم عليهم جميعاً .
- إن المطالبة بإحياء ذكرى إعدام أعضاء الحزب الشيوعي في 1963 أو ذكرى اعدام الشهداء الخمسة في 1974 أو ذكرى انتفاضة صفر في 1977 أو اعدام الشهيد الصدر في 1980 أو ذكرى إعدام آل الحكيم في 1982 أو ذكرى الانتفاضة الشعبانية في آذار 1991 وبين هذا وذاك اعدام عشرات الألوف من خيرة ابناء السعب العراقي ، إن المطالبة بإحياء كل تلك الأحداث وما رافقها من دناءة وخسة وقسوة وطغيان واستباحة للحرمات ، بات واجباً وطنياً على الدولة والحكومة معاً وأن يكون ذلك من أولوياتها حرصاً على هذا الشعب من عودة الديكتاتورية وظلها المقيت ، وإحاطةً لجيلنا الصاعد من الشباب بتاريخه القريب ، وتحذيراً لنا جميعاً أن لا نقع في ذات الفخ .
- إن معظم ما دفعه الشعب العراقي من تضحيات بعد سقوط النظام عام 2003 يعود في اسبابه الجوهرية لحقبة البعث المجرم (1963-2003)، ولا أبالغ اذا ماقلت أن جزءً مهماً من الفساد المالي والإداري الحالي كان بسبب تلك الحقبة . فالبعث وحماقته هو من جاء بالاحتلال الامريكي ، والبعث هو من منع الشعب عن مقاومة الاحتلال أثناء دخوله لأنه نصب في كل بيت مأتم ، والبعث هو من استطاع طيلة اربعين عاماً أن يمسخ هوية الشعب وقيمه وأخلاقه عبر مؤسساته البوليسية (امن وامن خاص ومخابرات واستخبارات وتنظيم حزبي مدني وآخر عسكري وحرس جمهوري وفدائيي صدام والقائمة تطول ) كل تلك المؤسسات استطاعت ان تتغلغل الى رأس القاعدة وداعش وتلهمها صناعة الموت والدمار والخراب وتسهل عملية تغلغلها في مدن العراق وقصباته . مرةً أخرى ندعو كل المعنيين لإحياء ذكرى الانتفاضة الشعبانية وأن يتم تسليط الضوء على احداثها وطريقة قمعها لأن هدفاً من أهداف البعث اليوم وغدا ان لا نُذكّر أحداً بجرائمه .
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha