المقالات

قِمَّة عَرَبِيَة جَمَعَت الأعداء والخصوم


د. إسماعيل النجار ||

 

قِمَّة عَرَبِيَة جَمَعَت الأعداء والخصوم من القادة والرؤساء العرب وبيانها بعض بنودَهُ مُفَخَّخَة ستؤزِم الوضع في السودان واليَمَن، ولن تُنهي أزمَة سوريا أو ليبيا أو لبنان،

الذي نستطيع أن نثِق بهِ في هذه القِمَّة هُوَ رقمها (32) فقط هذا هو الصحيح،

والمُميَّز بها كانَ حضور الرئيس السوري بشار الأسد،

في بيانها تجَنَّبَت القِمَّة إزعاج الإمارات الداعمة لحفتر في ليبيا وقائد قوات التدخل السريع في الصراع الدائر في السودان لكي لا تخرج التباينات إلى العَلَن ولكي لا تُصَنَّف أنها قُمَّة فاشلة، وذلِكَ من خلال الدعوة لطَرَفَي النزاع في الخرطوم بضرورة الحوار وتأمين سلامة المدنين، ما يُتَرجَم إعترافاً صريحاً بالإنقلابيين كما الحكومة ووضعهما متساويين بشرعيتهما الأمر الذي سيؤزِم الوضع في الخرطوم أكثر فأكثر وتزداد التعقيدات السياسية والعسكرية،

وذلك بدلاً من دعوَة الإنقلابيين إلى إلقاء السلاح كما دعا ممثل الرئيس البرهان مقابل دمجهم في الجيش والعفو العام،

ثانياً : في الموضوع اليمني كانت كلمة ممثل حكومة الفنادق نارية إتُهِمَت فيها إيران بدعم الحوثيين وتأجيج الوضع في البلاد ما يُعتَبَر هجوماً سافراً على دولة ذات سيادة من منبرٍ رسميٍ  عربيٍ جامع وأمام جميع رؤساء الوفود الحاضرة !،

مِمَّا يتعارض مع منطق المصالحة الجارية بين الرياض المُضيفَة للقِمَّة وطهران الجارة،

أمَّا كلمة ممثل حكومة الفنادق لَم تُراعي المفاوضات الجارية بين السعودية وحكومة صنعاء واتسَمَت بالصلافة والغباء السياسي،

أما فيما يخص الوضع السوري بعد الترحيب بعودة دمشق إلى مقعدها فإنَّ البيان الختامي للقمة الذي كانَ حريصاً على وحدة الأراضي السورية وسلامتها لم يَكُن صريحاً بما فيه الكفاية ليصف وجود القوات الأميركية والتركية على الأراضي السورية بالإحتلال وبأنه غير شرعي ويطلب من واشنطن وأنقرة سحب جيوشهما، بَل إكتَفَت بحرصها على وحدة وسلامة الأراضي السورية من دون الإفصاح والتوضيح وتسمية الأشياء بأسمائها،

أيضاً ذَكَر البيان ضرورة عدم قبول تأسيس ميليشيات موازية للدولة في أي بلد عربي من دون توضيح ما المقصود بالميليشيات إذا كان المقصود منها الفصائل الإرهابية وتنظيم قسد في سوريا فقط أم أنها تشمل قوات الدفاع الوطني التي قاتلت إلى جانب الجيش العربي السوري دفاعاً عن الأرض والعرض طيلَة إثنَي عشرَ عاماً من الصراع، ولم يذكر بيان القمة بأي كلمة تخص داعش والإرهابيين الذين يعيثون فساداِ ودماراً في العراق وسوريا وليبيا واليمن،

بيان القمة لَحَظَ بعبارات قديمة بالية قضية فلسطين وعادَ وطالبَ بوجوب إدارة المواقع الدينية الإسلامية والمسيحية من قِبَل الأردُن وطالبوا مجدداً بحَل الدولتين، مع العلم أن الشرطة الصهيونية منعت السفير الأردني من زيارة المسجد الأقصى وطردته بالقوة،

بالنسبة إلى لبنان لَم تتطرَّق القمة صراحةً إلى ضرورة تقديم مساعدات ماليه فورية للمؤسسات الرسمية وأهمها الجيش والصحة والتعليم وأكتفى بيانها بالمطالبة بإنتخاب رئيس للجمهورية وحسناً فعلوا بتمييز المقاومة عن الإرهاب،

بالمختصر المفيد كانَ إجتماعاً عربياً تاريخياً بإمتياز بعد الخريف الصهيوني على المنطقة لم يكُن جاداً وحازم بإنهاء الخلافات حقيقَةً بين الإخوَة ووقف التهجم الإعلامي على إيران ومنع أي دولة عربية مهما كانت من دعم الإنقلابات أو التدخل بشؤون الدُوَل الأُخرىَ  كما يحصل الآن في السودان وليبيا،

العَرَب أيها السادَة لَم يُغَيِّروا جلودهم إلَّا مرَّة عندما قرروا أن يكونوا صهاينة،

 

بيروت في.....

           20/5/2023

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك