المقالات

حركة الشيعة المهدوية بين الواقع والطموح


محمّد صادق الهاشميّ ||

 

من البديهي في العقيدة الشيعية أنَّ نهضة وظهور الإمام المهدي(عجّل الله فرجه) أمرٌ متسالم عليه تسالُمًا يقطع الكلام،ويمنع الاجتهادات والتخرّصات والتأويلات،فإنَّ العقيدة الشيعية تتضمن بل تعني بخلاصتها الكلّية ظهور القائم وتطبيق أحكام الله المعطَّلة وإنقاذ الأمة من الظلم والجور لذا قيل أنَّه المنقذ والمصلح وأنَّه قائم آل محمد .

الشيء الذي لم يتحوّل الى أحد المسلَّمات في سلوكنا ومسيرتنا وأعمالنا هي أنَّنا لم نحاول ان نوسِّع الثقافة ونعمِّق الوعي في أعمالنا كمقدِّمات لتحقيق الوعد المهدوي،فالسياسي ينبغي له أن يعتبر وجوده في الحكم والبرلمان والوظيفة مهما كانت هي حركة تمهيد للظهور المقدس،وهكذا الأستاذ الجامعي والمدرّس والمجاهد والمعلِّم والأُم في المنزل والأب في العمل والإعلامي والباحث والتاجر والرسام والمنشد والمنتج السينمائي وغير هولاء؛بل كل حركة المجتمع يجب أن تكون متجهة نحو ترسيخ مفهوم وعقيدة الإمام المهدي،فقضية الإمام المهدي هي أهم شيء في حياتنا ووجداننا،هي عقيدتنا وفقهنا ودنيانا وآخرتنا.

ولقد تأكّد لنا أنَّ نشيداً أُطلق من مدارس الأطفال في إيران كيف تحوَّل الى نشيدٍ عالميّ تردّده الأجيال والأطفال،ويعلو المنابر والمنتديات الفنية،وكيف ارتفع أثره التبليغي،ولأثره الكبير ثارت ثائرة دوائر الاستكبار والسلفيّين والطائفيين، من هنا نحتاج الى تبليغ مهدوي أوسع بأن نستثمر الكثير من أنشطة حياتنا لهذا الهدف السامي المرتبط بالرسالة الإسلامية، وهناك الكثير من الأنشطة التي يمكن ان تؤدي الغرض نوعاً ما من كتابة اسم الإمام على حقائب الأطفال أو على العجلات أو حث رجال المنابر والخطباء بأن يكون لكلّ خطيب ولو مجلس واحد حول الإمام المهدي المنتظر وقضيته وعلامات ظهوره أو من خلال إجراء مباريات رياضية أو مسابقات شعرية أو كتابة القصة والرواية كمسابقات، وهكذا عقد الندوات والملتقيات وغيره يجعل من حركة التبليغ المهدوي أوسع نشاطاً وأكثر أثراً وأعمق وجوداً وأوسع انتشاراً وأدق فهماً من المجتمع،والحذر أن تتحول الحركة التبليغية للإمام المهدي الى مسؤولية جهة دون غيرها؛ بل هي حركة أُمّة بكامل تفاصيلها وطبقاتها، ومن هنا نجد بالغ الأسف أنّنا لم نتمكن أن نحّول المنبر الحسيني الى منبر التربية والثأر لثورة الإمام الحسين، ولم نحوّل الزيارة الأربعينية الى ملايين تهتف باسم الإمام المهدي وبظهور الحجة(عجّل الله تعالى فرجه) الآخذ بثأر جده الحسين،لذا لا بُدَّ من التوظيف الصحيح لكلِّ حركتنا في مختلف أنواعها نحو تعبئة الأمة للنهوض المهدوي.

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك